*"اتْبَعْرِيصْ":
خِلَاف الهدوء والسَّكِينة(le calme)
والرَّزانة(la
pondération, le sérieux). رَزُنَ(être sérieux) يَرْزُن رَزَانةً، ورُزُونًا: كان رزِينًا. يُقال: رَزُنَ فلان:
وَقُرَ(avoir
de la gravité, de la dignité) وحَلُمَ
وسَكَنَ. فلان "متْبَعْرَصْ"(avoir des lubies):
يتصرف تصرفات غير موزونة بميزان العقل، لا يستقر على حال، مِزْواجٌ ومِطْلَاقٌ- على
سبيل المَجَازِ- له تصرفات منحرفة(تقلبات/ نزوات)، تشبه نزوات الأطفال(caprices des enfants).
*"الْبَلْكَ"(اللام الثانية مفخمة،
والكاف منطوقة جيمًا قاهرية): لها معنى إيجابيّ(ممدوح) وآخَر سلبيّ(مذموم).
الإيجابيّ: الكرامة/ عِزّة النفْسِ(la dignité)،
والأنَفة. أَنِفَ الشيءَ، وأنِف منه: تَنَزّهَ عنه وكرِهَه. أَنِف من العارِ/
الخِزْي/ الفَضِيحة: se détourner de l'ignominie.
والمعنى السلبيّ: التَّكَبُّر، والعَجْرَفة، والغَطْرَسة، والعُجْب(الكِبْر
والزَّهْوُ)، والخُيَلاء، والتَّبَجُّح(la vantardise)،
والتَّنَفُّخ(infatuation)، إلخ. وتتنافى هذه الصفات، المشار إليها في الجانب السلبيّ من
"الْبَلْكَه"، مع التّواضُعِ والسلوكِ المعتدِلِ المُتوازِنِ الذي لا يقعُ
صاحبُه في خانة الغرور وتصعير خده للناس، من جِهةٍ، ولا يَرْضى بالخنوع
والمَذلّةِ، من جهة أخرى. صَعَّرَ خَدَّهُ: أَمَالَه عُجْبًا وكِبْرًا. وفي
التنزيل العزيز: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ).
*"التَّرْشَه"(براء مرققة)ّ من
معانيها: فلان مَتْرُوشْ" في المجلس: له حضور متميّز ورأيه معتبَر، وهو أمر
إيجابيّ(محمود). كما تعني: إقحام الشخص لنفسه في شؤون الآخرين، وتدخله في كل صغيرة
وكبيرة، بحيث"ينْتْرِشْ" في أمور لا تعنيه من قريب أو من بعيد، وهو أمر
مذموم(سلبيّ). وفي الحديث الشريف:(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
*"صَوْدَقْ/ سَوْدَقْ"(كتابتها
ونطقها بالصاد أقرب من الفصحى): دَفَعَ الصَّداقَ(doter).
والصداقُ: مَهْرُ(une dot) الزوجة. ج.
أَصْدِقة، وَصُدُقٌ.
*"الْبَيْصَه": ثلاثون مترًا من
"الْخِنْطْ": القُمَاش: كل ما يُنسَج من الحرير والقُطْنِ ونحوهما. ج. أَقْمِشَة(والقماش،
من المولَّد: اللفظ الذي استعمله الناس قديمًا بعد عصر الرواية). ويكفي –عادةً-
نصف "بيصة"(خمسة عشر مترا) لملحفة واحدة. ويطلَق اسم: الملحفة على الزيّ
التقليديّ للمرأة الموريتانية، وهو اسم عربيّ فصيح. فالمِلحَفة، أو المِلْحَفُ:
المُلَاءَة التي تلتحف بها المرأة(بغض النظر عن نوعها أو شكلها الذي قد يختلف من
بلد إلى آخر). ولا مانع من دخول "البيصة" في المعجم اللغويّ الحديث،
ويدخل ذلك في مجال اختصاص مجامع اللغة العربية التي هي السلطة التشريعية للغة
العربية. أقول هذا الكلام وأكرره في الوقت الذي نرى فيه كل من هبَّ ودَبَّ يصنع
معجما، في فترة وجيزة، ويضع فيه ماشاء من ألفاظ عامّيّة أو أجنبية، دون أن يصبغها
بصبغة عربية فصيحة، الأمر الذي من شأنه تشويه الفصحى والنزول بها إلى العامية
المحضة، بينما العكس هو المطلوب( أي: الرقي بالعامية لتقترب من اللغة الفصيحة).
*"شَ": شَاةٌ(من الغَنَمِ) ج.
شِياهٌ(للذكر والأنثى): واحدة الضَّأْنِ أو المَعِزِ(mouton ou chèvre).
*"وَلَّ": رَجَعَ/ عَادَ/ آبَ(revenir). "ارْجَعْ" فلان من سفره: رَجَعَ فلان من سفره: عَادَ
منه. "إِوَلِّ": يرجع، يعود، إلخ.
*"أَمَّلِّ": أَيْضًا(encore, aussi).
*"الْكِلْبْ"ج."أَكْلَابْ"(تنطق
الكاف جيما قاهرية، واللام مفخمة): سِوَارٌ، أو دُمْلُج(un bracelet): حِلْيَة، من ذهب أو فضة ونحوهما، مستديرة كالحلقة تُلْبَسُ في
المِعْصَمِ أو الزَّنْد. يُجْمَع السِّوار على: أَسْوِرَةٍ، وأَسَاوِرَ. ويُجمَع
الدُّمْلُجُ على: دَمالِجَ. وتوجد حِلْية كالسِّوار(من الفضة عادة) تلبسها النّساء
في أرجلهنّ، تُدْعَى: الخَلْخَال، أو الخَلْخَل. ج. خَلَاخِلُ.
*"وَهَايْ إِلَاهْ":
"وَهَايْ": تَعَالَ/ هَلُمَّ(venez).
"إِلَاهْ": هُنَا(ici).
"وَهَايْ منْ هَوْنْ": تَعَالَ مِنْ هُنَا(venez par ici).
*"أَبْدى" (بدال مُمَالَة) أو
"أَبْدَيْرَحْ": لَا، كَلَّا، إطلاقًا، البَتّة: non
، حسَبَ السياق.
*"مُكْ": أَبَدًا، مُطْلَقًا(jamais)،
ويلاحظ أنّ النفي ب "مُكْ" أقوى- نسبيا- من النفي ب"أَبدى".
"مُكْ" لم يحدث مِثْلُ هذا قَطُّ: cela ne s'est jamais vu .
*"خَمْ" !:
لا أدري(je
ne sais pas): يقولها
الشخص جَوابًا عن سؤال يتعلق بأمر لا يعرف عنه شيئا، أو يعرفه ولا يريد أن يبوح
به.
*"أَمْصَدِّ": صَدِئٌ: غَطَّاهُ
الصدأُ. والصَّدَاُ(la rouille): طبقة
هَشَّة، تَعْلُو الحديدَ ونحوه من المعادن، وتحدّ من اتحاده ببعض عناصر الهواء،
ويسمّى كِيمْيائيًّا: أوكسيد(un oxide).
*"غَاوِلْ": أَسْرِعْ. "جَ
امْغَاوِلْ": جَاءَ مُسْرِعًا. "غَاوِلْ"أو "اجْرِ سَابكْ
إكُومْ الْكَارْ": أَسْرِعْ قَبْلَ أن تنطلِق الحافلة.
*"أَشْ": كَيْفَ ؟ (comment). يقال: "أَشْحَالْكُمْ": كَيْفَ حالُكُمْ ؟: comment allez – vous ?.
*"صَكَّه": صَخَبٌ(un tumulte). صَخِبَ الجمعُ يَصْخَبُ صَخبًا: عَلَتْ فيه الأصواتُ واختلطت. من
ذلك: الضوضاء، الضجَّة، الضجيج(le bruit)،
الجَلَبَة، اللَّغَط، إلخ. وتأتي "الصَّكَّه"- مَجَازًا- بمعنى: حفلة الزواج، لاختلاط الأصوات فيها
وارتفاعها. كما تأتي بمعنى: "لخُصُومَه": الْخِصَام. اختصَمَ القومُ:
خاصَمَ بعضُهم بَعْضًا. واصْطَخَب القومُ: تَصايَحوا وتضاربوا. ويُقال، مَجَازًا:
اصطَخَبَ المَوْجُ.
*"كَاعْ" تنطق الكاف جيمًا
قاهرية): من الكلمات "الحسّانيّة" التي يصعب تحديد معناها(مفهومها)
بمعزل عن السِّياق الواردة فيه. تأتي بمعنى التوكيد والإخبار، نحو: "مَانِ
كَاعْ/مان حَتَّ" مُتَحَمِّس لهذا الأمر: لَسْتُ متحمسا جِدًّا لهذا الأمرِ.
وفي ذلك أيضا معنى الحالية، أي: والحال أنّني لستُ متحمسا لهذا الأمر. كما تأتي
"كَاعْ" بمعنى: هاكَذَا/ إِذًا(ainsi)،
كما جاء في قول الشاعر"لمْغَنِّ":
"كَاع ألَّ كلْتُولِ يَخَيْ* مَا نسْمِ
عَيْشَة باشْوَيْ* أَحْ، اخْصَارتْكُمْ فِيها لَيْ* مَانسْمِ عيشة كلْتُ*
عَمَّانسْمِ عيشة عَيْ* شَة عيشة عيشة". وأريد أن أنبِّهَ على أهمية، بل
ضرورة، تَوْظيف الأدب الحسانيّ في النحو والصرف واللغة، وفي الثقافة والسياسة،
إلخ. شأنه في ذلك شأن الأدب العربيّ( والشِّعرالفصيح بصفة خاصة). في مجال النحو-
على سبيل المثال- يقول الشاعر الحسّانيّ: "الظَّرْف أخَبَارُ مَا تْكُودْ*
مَنْصُوبْ ابْلَاخِلَافَ* والْيَاسرْ فِيه ألَّا اتْعُودْ* امْلَازمْتُ لِضَافَ".
وفي مجال تَعَلُّم اللغة، أتذكَّرُ أنني عندما كنتُ أدرسُ الفرنسية، لجأتُ إلى وضع
بعض الكلمات الصعبة في "كَافْ" ليسهل عليَّ تذكُّرُها. من ذلك: "اكْرُوكُودِيلْ(le crocodile)أمْنَادمْ رَاحْ* في الحَيْوَان إِفَتَّشْ عَنُّ* يَعْكَبْ
يَعْرَفْ عَنُّ تمْسَاحْ* مَا يمْكنْ يتْمَكَّنْ منُّ".
وفي مجال المساعدة على تَذكُّر المواضع
الجغرافية، ونظرا إلى أنني أعيش خارج موريتانيا منذ1964(50 سنة)، وأزورها
زيارات متقطعة ولفترات قصيرة لا تسمح بالوقوف على كل مرابع الحيّ، فقد ساعدني بعض
ما أحفظه من إنتاجي الأدبيّ الحسّانيّ على تذكُّرِ بعض المواضع التي كنا نتنقل
بينها طلَبًا للكلإ ومساقط الغيث(في فترة الخريف بصفة خاصة). من ذلك:
"عاَكبْ تسْدَارِ في ازْوَيْرَاتْ*
امْلَانَ منْ خَنْفُوس الزِّيرْ*شَوَّفْنِ يَلل لدْوَيْرَاتْ* ألْفرْكَانْ
افْشَلْختْ لحْمِيرْ*
وانْكُوم أمْسَوْحَلْ مَانِ عَانْ* عَن طَرْف
أرْضِ ذَالتَّلِّ كَانْ* كَدْ أمْزَرِيكَ وِي مُنْجَانْ* واشْلَيْختْ مُحَمْد
الْكَبِيرْ* واكْلَيْب أَوْلَادْ الْحَاجْ ؤظَانْ* عَنِّ منْ فَمْ انْكُوم انْسِيرْ*
نَوْخَظْ كَدْ اكْبالْ الْحِسْيَانْ* نَكْطَعْ منْ مَكَانَتْ ونْدِيرْ* لَبْصَارْ
اعْلَ يَمْ النِّوادْ* ذَاكْ التَّلِّ منْ فَمْ انْطِيرْ* وانْجِ زَادْ اعْلَ
مَحْمْ اكْبَادْ* يَدْرَجْنَ بَاطلْ كَال اعْرَيْرْ* وانْشَرَّكْ يَالْوَاحِدْ في
الذَّاتْ* نَوْطَ فشْليْختْ لكْلَيْبَاتْ*وانْعَيَّنْ لمْنَيْحرْ عَرَّاتْ* نرْفدْ
عَيْنِ هَذَاكْ اسْدَيْرْ* كبْلتْ ذَاكْ افْكَدْ الْمَلْكَ* نَوْكَل للِّ فِيه
امْن اعْذِيرْ* ؤُنَهْنَ فِيه ؤُلَا نَلْكَ* بَعْدُ بَشِيرْ ؤلَا نَذِيرْ* عاكب
تسدار في ازويرات...
وأتصور أنني لو أردتُ أن أزورالآن هذه
المواضع، سأطلب من شخص يعرفها حق المعرفة أن يرافقني في رحلة تبدأ من"شَلْختْ
لحْمِيرْ" وتنتهي عند "الْمَلْكَ"، مُرُورًا- وعلى الترتيب- بالأماكن المشار إليها. وسيكون هذا الدليل
البشريّ بمثابة الدليل الآليّ(الجهاز المعروف اليوم باسم: jps)
الذي يدلنا على عناوين في مدينة كبيرة لا نعرف عنها أيّ شيء.
وفي هذا الإطار، أقول في مجال التوَسّل:
"عَبْدَكْ ذَ يالواحد في الذاتْ* يَلّْ
بامْرْ اعْبيدكْ نَظِيرْ* مَاهُ هَانِ سَابكْ مَا فَاتْ* مَضَّ في النّوادْ
اتْكَوِرِيرْ*
يَارَبِّي واكْتنَّكْ مَشَّيْتْ* خَلْقَكْ
عَن بِلَادُ فُقَيْتْ* مَايبْغِيهَ والْبِيهْ اجْفَيْتْ* منْهَ يالرَّبْ، الطُّولَ،
دِيرْ* فِيهَ نَبَاتْ ابْجَاه البَيْتْ* يغْنِ عَن ذَ منْ حَكْ الدَّيْرْ*
وارْفُودْ الثَّكْلَ واتْحَتْحِيتْ* الضِّعَافْ ؤُتدْبَارْ الْعَيْرْ* وَوْرَ ذَ
يَلل لَا وَسَيْتْ* بِينَ مَاه ألِّ فِيهْ الْخَيْرْ".
عبدك ذ يالواحد في الذات...
ويُلاحَظ - لحسن الحظ – أنّ الموريتاني لا
يزال، بصفة عامة، مهتمًّا بهذا الأدب الحسّانيّ الرائع، لكن توظيفه في المجالات
المختلفة لا يصل إلى المستوى المطلوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق