4-بعد فاءِ السَّبَبِيَّةِ مسبوقة بنفيٍ أَوْ طَلَبٍ، وهي الفاءُ التي يكون
ما فبلها سَبَبًا لِما بعدها، نحو: لَا تَكْسَلْ فَتَنْدَمَ.
وقد جَمَعَ بعضُهم أنواعَ الطَّلَبِ
في هذا البيتِ:
مُرْ وَادْعُ وَانْهَ وَسَلْ وَاعْرِضْ لِحَضِّهِمُ * تَمَنَّ وَارْجُ كذاك
النفْيُ قد كَملا.
فالنفيُ، كقوله تعالى: لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا (وَالَّذِينَ
كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى علَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا
يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا) 36/ فاطر.. ومثل: لَمْ تَجْتَهِدْ فَتَنْجَحَ. وهذا نفيٌ مَحْضٌ.
أَمّا إذا كان النفيُ لَفْظِيًّا ومعناهُ الإثباتُ، فلا تُقَدَّرُ
"أَنْ" ولا يُنصَبُ الفعلُ المضارعُ بعد الفاءِ، نحو: لَا يَزَالُ أَخُوكَ
يُكْرِمُنَا فَنُكْرِمُهُ، فالنفيُ هنا لفظيٌّ لِأَنَّ معناهُ أنه مُستمرٌّ في
إكرامِنا.
ويشمل الطلب:
1-الْأَمْرُ، نحو: اجْتَهِدْ فَتَنْجَحَ، لِتَجْتَهِدْ فَتَنْجَحَ (بفعلِ
الأمرِ، ولامِ الأمرِ الداخلةِ على المضارعِ فَقَطْ).
2-الدُّعَاءُ، نحو: اللهمَّ ارْزُقْنِي فَأَتَصَدَّقَ (هو صيغة الأمرِ
المسندةُ إلى عَظِيمٍ أَوْ مُقَدَّسٍ).
3-النهْيُ، نحو: لَا تُقَصِّرْ فَتَخَسَرَ.
4-الِاسْتِفهامُ، نحو قوله تعالى: ...فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ
فَيَشْفَعُوا لَنَا...53/ الأعراف. ومثل: هَلْ تَأْتِينَا فَنُكْرِمَكَ.
5-الْعَرْضُ، نحو: أَلَا تَزُورُنَا فَتَجِدَ الْمَسَرَّةَ.
6-الْحَضُّ، نحو: هَلَّا اتَّقَيْتَ اللَّهَ تَعَالَى فَيَغْفِرَ لَكَ.
7-التَّمَنّي، نحو قوله تعالى: ...يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ
فَوْزًا عَظِيمًا. 73/ النساء.
8-التَّرَجِّي، نحو قوله تعالى: لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ
فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى. 3/ عبس. (بنصب فتنفعَه).
يتبع...
(المرجع في اللغة العربية، بتصرف/ علي رضا. دار الفكر).
من قائل بيت:مر وادع .....
ردحذف