5-بَعْدَ وَاوِ الْمَعِيَةِ:
لم يُسمَع النصبُ بِ
"أَنْ" مُضمَرة بعد واو المعية إلّا في خمسةِ مَواضِعَ:
1-النفْي، نحو قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ
وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكَمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) 142/ آل عمران.
والواو في "ولما": واو الحال.
2-الأمر، نحو قول الشاعر:
فقلتُ ادْعِي وأدْعُوَ إنَّ أندى *لصوتٍ أَنْ يُنادِيَ دَاعِيَانِ.
3-النهْي، كقول أبي الأسود الدّؤليّ:
لَاتَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتِيَ مِثلَهُ * عَارٌ عليكَ إذا فعَلْتَ عَظِيمُ.
4-التمنّي، كقوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ
فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبُ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونُ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ) 28/ الأنعام. (بنصب: "ولا نكذِّبَ" "ونكونَ").
5-الاستفهام، كقول الشاعر:
أَلَمْ أَكُ جَارَكُمْ وَيَكُونَ بَيْنِي * وَبَيْنَكُم المَودَّةُ
والإخَاءُ.
ففي (ويَكُونَ)، الواو: واو المعية. و "يكون" فعل مضارع منصوب
بأنْ مضمرة وُجُوبًا بعد الواو.
فوائدُ:
نون الأفعال الخمسة، لها ثلاثة أحوال عند اتصالها بنون الوقاية: الحَذْف،
نَحْوُ: الأصدقاءُ يحترمُونِي، أو الإدغام نحو: الأصدقاء يُكرِمُونِّي، أو الفَكُّ
نحو: الأصدقاءُ يُكْرِمُونَنِي.
وهناك لغة تحذف نون الأفعال الخمسة في غير ما سبق، وبها جاء الحديث الشريف:
"لَا تدخلونَ الجنةَ حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تَحَابُّوا".
أي: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنونَ حتى تحابوا، وقوله أيضا: كَما تكونوا
يُوَلَّى عليكم. أي: كما تكونون (كما يرى بعض النحويين).
(المرجع في اللغة العربية، بتصرف/ لعلي رضا. دار الفكر).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق