الأربعاء، 23 يناير 2013

عودة إلى مسألة "الأخطاء الشائعة" في اللغة العربية



تحدثنا في مقال سابق، بعنوان: رأي في مسألة "الأخطاء الشائعة" في اللغة العربية، عن ضرورة التحري قبل إصدار الحكم في القضايا المتعلقة بهذا الموضوع، لأن ما يراه بعضُنا خطأً ربما يكون صواباً، ثم إنّ هناك  مقولةً مُفادُها أنّ صوابَ اليوم خطأُ الأمس، وخطأُ اليوم صوابُ الغد. وبعبارة أخرى، نريد أن نقول إنَّ اللغة تتطوّر بتطوّر أهلها  وتطور أساليب عيشهم وتعاملهم مع مُسْتَجِدّات العصر، والمطلوب هو مسايرة هذا التطوّر بكيفية تجعلنا نطوّر لغتنا ونجعلها  مرآة للمجتمع تعكس، بواقعية، ما يجري داخله ، في مختلِف أنماط عيشه وفي تواصله مع العالم، دون أن تفقد لغتنا العربية خصائصها الجوهرية المرتبطة بتراثنا العربيّ التليد، لأن اللغة ليست أداةَ تواصل وحَسْب ولكنها –في الوقت نفسِه-وعاءٌ للفكر والثقافة والتراث، ورمزٌ للهُويَّة.
ونظراً إلى أنَّ اللغةَ العربية لغةٌ سَماعيةٌ قبل أن تكون قياسيةً، وبما أنَّ السماعَ يُرجَعُ فيه إلى كُتُب اللغة، لا إلى كُتُب النحو والصرف، فإننا ننصح القارئ الكريم بالاهتمام باللغة، والجمع بين الأصالة والمعاصرة. وتَقتضي الأصالة، الرجوع إلى التراث المدوَّن في أُمَّهات كتب اللغة، للاطلاع على ما جَرَى استعمالُه في زمن الاحتجاج، لأنّ الكلام ليس كله على درجة واحدة من الفصاحة، فمنه الأفصح، والفصيح، والقليل، والنادر، والشاذّ. وفي الوقت نفسه، تقتضي المعاصرة الانفتاح على الأساليب الجديدة، دون أن نتنكَّر لما استُعمِل في زمن الاحتجاج، وما جَرَى تَقْيِيسُه –بعد ذلك- في قواعد النحو والصرف التي لولاها لما صمدت لغتنا في وجه ما عرفته البشرية من اختلاط في الألسن وما ترتَّب على ذلك من تفشٍّ للحن.
ومن جهة أخرى، فإننا لا نريد أن نُضَيِّق على الكاتب أو المتحدِّث بحيث يَتَصوَّر أنّ اللغة العربية لغة معقَّدة وأنّه من الصعب التعامل معها والتحكم فيها. إننا نريد، باختصار شديد، أن نتجنب الخطأ الفاحش وأن نترفَّعَ عن الأسلوب الركيك، وأن نلتزم –قدر المستطاع- بالصحيح الفصيح.
ونورد في هذا السياق، أمثلة ممّا يرد في لغة الصِّحافة (العربية المعاصرة) مما لا نَسْتَسيغُه –دون أن نُخطّئه كلَّه– مع ملاحظة أن هذه الأمثلة سَجَّلْناها بصفة عشوائية، لأنها وليدةُ ما نسمعه أحياناً من أفواه الناس أو ما نطالعه في الصُّحُف. يُضاف إلى ذلك أننا لم نتوقّف عند شرح هذه الأمثلة لِنُبَيِّن الأحكام المتعلقة بجوانب الخطإ والصواب فيها، حتى لا يتضخّم الموضوعُ ونُصبح أمام مُؤَلَّف في اللغة والنحو والصرف.
الأمثلة
الصـــــواب
الخطـــــأ
أُخْرَيَانِ وأُخْرَيَيْنِ (مُثَنَّا أُخرَى)
أُخْرَيَتَانِ وأُخْرَيَتَيْنِ
عُظْمَيَان وعُظْمَيَيْنِ (مثنا عُظْمَى)
عُظْمَيتَان وعُظْمَيتَيْنِ
الْأَلْماس (عند دخول:" أل " التعريف)
أَلْمَاس (نكرة)
الأمين العام للوزارة (أو أمين الوزارة العام)
أمين عام الوزارة
تَكَدَّسَتْ الأشياءُ بعضها فوق بعض
تَكَدَّسَتْ الأشياءُ فوق بعضها
اخْتِصَاصيّ (أو مُتَخَصِّص)
أَخْصَائي (أو إِخْصائيّ)
الْخَمْسِينِيّات (أو سنوات الخمسين: 1951-1959)
الْخَمْسِينَات (نفضل إضافة ياء النسبة)
تَسَلَّمَ رِسَالة ، إلخ.( استلم الحاجُّ الحجرَ الأسودَ )
اسْتَلَمَ رِسَالَةً (لأن هذه بمعنى اللّمس)
أَنْجَبَ ابْناً سَمَّاهُ فُلاَناً
أَنْجَبَ ابْناً أَسْمَاهُ فُلاَناً(نفضِّل، سمّاه على، أسماه .
بِضَاعَة مَبِيعَة
بِضَاعَة مُبَاعَة
عَمَلٌ مَنُوطٌ بِفُلاَن
عَمَلٌ مُنَاطٌ بِفُلاَن
مَصُوغٌ من كذا(من الصياغة)
مُصَاغٌ من كذا
مُعْفىً مِنَ الضّرائب
مَعْفِىٌّ مِنَ الضّرائب
لاَفِتٌ (أي مثير للانتباه)-فعل: لَفَتَ
مُلْفِتٌ (لم نطّلع على فعل: أَلْفَت)
جُنَّ الرَّجُلُ (أصابه الجنون)
جَنَّ الرَّجُل(لأن جَنّ بمعنى أخْفَى وستر)
لَنْ يَصِلَ فُلاَنٌ غَداً
سَوْفَ لَنْ يَصِلَ فُلاَنٌ غداً (تُحذف سوف)
الخَبَرُ غَيْرُ الصَّحيح
الخبر الغير صحيح(نفضل الأولى)
وَقَع في مَاْزِق (بكسر الزاي)
وَقَعَ في مأْزَق( بفتح الزاي )
رَبِحَت تجارتُه (بكسر الباء)
رَبَحَت تِجَارتُه( بفتح الباء )
اسْتَأْجَرَ شَقَّةً (بفتح الشين)
استأجر شُقّة( بضم الشين)
الْغِشُّ (بكسر الغين)
الْغُشّ(بضم الغين)
الْفِرَاسَة ( بكسر الفاء )
الْفَرَاسة ( بفتح الفاء )
مِسَاحَة (قطعة الأرض مثلاً) (بكسر الميم )
مَسَاحة ( بفتح الميم )
زُرْتُ أَنْحَاءً كثيرةً من البلاد
زُرْتُ أنحاءَ...(أَنْحَاءً : غير ممنوعة من الصرف)
رَأيْتُ أَشَياءَ (ممنوعة من الصرف)
رَأَيُتُ أشْيَاءً
نَفِدَ صَبْرُه (بكسر الفاء)
نَفَذَ صَبْرُه (بفتح الفاء )
هذا المشروع، يُعَدُّ الأَوَّلَ من نوعه
هذا المشروع، يُعَدُّ الأَوَّلُ من نوعه
لاَحَظْنَا أنَّ في هذه الإجراءات ، نَوْعاً من الْبُطْء
لاَحَظْنَا أن في هذه الإجراءات نَوْعٌ من الْبُطْء.
كان في هذه الإجراءات نوعٌ من البطء
كان، في هذه الإجراءات، نوعاً من البطء
حَرَصَ (بِفَتْحِ الراء)
حَرِصَ (فتح الراء أفصح )
مُنَاخٌ (جوّ) ( بضم الميم )
مَنَاخٌ(بفتح الميم )
الْحَاسُوبُ
الْكُومبيُوتَرْ
المِفْرَاسُ (السكانير)
السَّكَانِيرْ
النَّاسُوخُ (الفاكس)
الْفاكْس
الشَّابِكَةُ (الإنترنت)
الْإنْتَرْنَتْ
التّقانَة (التكنولوجيا)
التّكْنُولوجيا

ملاحظة:
المصطلحات الأربعة الأخيرة أَجَازَتْهَا مؤتمرات التعريب وأضفناها، هنا، للتعريف بها، ونقترح عند ورودها في نصّ أن يُوضع المصطلح الأجنبيّ بلفظه بين قوسين إلى أن يكتسب الشيوع أو يفشل في ذلك، فالجيِّد يَفرِض نفسَه. مع ملاحظة أن مصطلح "الحاسوب" أصبح شائعاً.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2416):

  25621- مُسْتَعْبَدٌ/ مُسْتَرَقٌّ (صِفَةٌ): asservi . اسْتَعْبَدَ (اسْتَرَقَّ): asservir, tenir en esclavage . عُبُودِيَّةٌ (رِقٌّ): esclav...