الجمعة، 17 مايو 2013

شكرًا جزيلًا لإذاعتنا الوطنية


نظّمتْ الإذاعة الوطنية الموريتانية يوم الثلاثاء : 25 صفر 1434 ه / 08 يناير 2013 م ، يومًا مفتوحًا حول اللغة العربية ، و أودّ ، بهذه المناسبة ، أن أشكرَ للإذاعة ، و للقائمين على تدبير شؤونها ، هذه المبادَرةَ الطيبةَ التي جاءت في و قت تتعرض فيه اللغة العربية لظلم ذوي القربى ( و ظُلْم ذوي القُربَى أشدّ مضاضةً * على المرْءِ من وَقْعِ الحُسام المُهنَّد ) . و من مظاهر هذا الظلم ، عدم اتّخاذ قرار سياسيّ بتفعيل الدّساتير العربية التي تنصّ على أنّ اللغةَ العربيةَ هي اللغةُ الرسميةُ ، الأمر الذي يقتضي استعمالَها في التعليم - في جميع مراحله - و في الإدارةِ ، و في سائر المرافق الحيوية .
و قد ترتّبَ على عدم استعمال اللغة العربية ، عزوف أبنائنا عن الاهتمام بها فأصبحوا لا يُلقون بالا لتعلُّمِها و لا يحرصون على سلامة المتداوَل منها ، شأنهم في ذلك شأن الوسط الذي يعيشون فيه ، فالإنسان ابن بيئته .
و قد لفتَ نظري ما ذَكَرَه أحدُ الأساتذة ، المشاركين في هذا اليوم الإذاعيّ المفتوح ، من أنّ أحدَ الأساتذة كان مستاءً من وجود طلاب يربطون تاء الفعل ، فقال له زميلُه : هَوِّنْ عليك ، فأنا عندي طلبة يربطون الثاءَ !
إنّ إهمال اللغة العربية و الاستهزاء بها و تهميش المتمكّنين منها ، هو السببُ الرئيس في هذا المستوى المتدنّي الذي و صلتْ إليه عملية التعليم و التعلُّم في الوطن العربيّ .
و لا شكّ في أنّ و جود هذه الظاهرة في موريتانيا ( بلاد المليون شاعر) و بلاد العلماء و الفقهاء و حفظة القرآن الكريم...،يدلّ على و جودها في سائر البلدان العربية ، و هو ما تشير إليه البحوث و الدراسات المتخصّصة ، و التي تربط تقدُّمَ العرب باستعمال لغتهم ، مُشِيرةً إلى أنّ ضعف اللغة من ضعف أهلها .
و أودُّ ، في هذا المقام ، أن أنوِّهَ بالمستوى العالي للأساتذة و اللغويين و الأدباء و الشعراء و الصَّحَفيين المشاركين في هذا اللقاء المتميز - بكل ما في الكلمة من معنًى - الذي جمع بين الإمْتاع و الانتِفاع . و الجمع بين الفائدة و المتعة ، غاية يصعب إدراكها .
أرجو من الإذاعة الوطنية ، و من وسائل الإعلام المختلفة ، الإكثار من هذا النوع من البرامج . و أذكِّر بأنّ الإذاعة ، بصفة خاصّة ، ما زالتْ تُعَدُّ أهَمَّ و سيلة للتثقيف الجماهيريّ ، في عالَمِنا العربيّ الذي ترتفع فيه نسبة الأمية بين المواطنين . فالأميّ العربيّ يعي جيّدًا ما يسمع بلغته الأم . وتتكّد أهمية الإذاعة في المناطق التي لا توجد فيها ، لا كهرباء ، و لا تلفاز ، و لا مدرسة...و حاسة الأ ذن قد تسبق حاسة النظر - في بعض الأحيان -كما يقول بشار بن برد : "ياقوم أذني لبعض الحيّ عاشقة * و الأذن تعشق قبل العين أحيانا " .فهذه الأذن قد تجعل صاحبها يستفيد من الإذاعة قبل أن يستفيد من التلفاز ، و لا تعارض - طبعًا - بين الاثنين.
أرجو ألّا ينطبق على نداءات الغيورين على اللغة العربية المتكرّرة ، قول هذا الشاعر ( بشار بن برد ) :" لقد أسمعت لو ناديت حيًّا * و لكن لا حياة لمن تنادي ".
و في هذا الوقت الذي يتنافس فيه السياسيون - في و طننا العربيّ -في إرضاء الجماهير ، للحصول على أصواتهم الانتخابية ، دعونا نحلم )والحلم مشروع ) ، بأن يتّخذ السياسيّون العرب قرارا حاسما و مُلْزِما بإعادة الاعتبار إلى اللغة العربية ، و في ذلك فليتنافس المتنافسون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2411):

  25571- مُسْتَحِمٌّ (مُغْتَسِلٌ): un baigneur . اسْتَحَمَّ (اغْتَسَلَ): se baigner, se laver . 25572- مُسْتَحْوِذٌ/ آخِذٌ/ قَابِضٌ (صِفَة...