فِي العالَم العربيّ
، وبصفة خاصّة في دول المغرب العربيّ-باستثناء ليبيا - يتحدث الناس فيما بينهم ، إلا
من رحم ربّي ، بمزيج من الكلمات العربية والفرنسية ، ويستوي في ذلك المتعلم والأميّ
، وما بين هذا وذاك ، فنجد - مَثَلًا - مَن يقول : سافَرت ب " التُّومُوبِيلْ
" ، بَدَلا مِن : سافرت بالسيارة . ومَن يقول لسائق السيارة : "فَيْرِي آدَرْوَاتْ
" ، بدلا من : دُرْ يَمِينًا أو إلى اليمين . ومن يقول أدوات " الْكُوزِينْ
" ، بدلا من أدوات المَطبَخ . ونجد الطبيب يقول للمريض : ارْفَعْ " لِيزْيَهْ
" ، بدلا من : ارفع عَيْنَيْكَ . أَنصَحُكَ ب " لَسْبُورْ " خاصة
" لَامَارْشْ "، بدلا من : أنصحك بالرياضة ، خاصة الْمَشْي أو السيْر على
الأقدام .والقائمة طويلة...!
وسبق أن تحدثت
عن هذه الظاهرة المُسْتَهْجَنَة ، في الحلقة ( 13) من "الرقيب اللغويّ "،
المنشورة إلكترونيا ، وأعود مرة أخرى إلى الموضوع ، فأقول إنّ هذا النوع من العبث بلغة
التخاطب خطير على اللغة ( أيّ لغة)، وخطير
على المتحدث باللغة ، لكننا - ربما بحسن نية - لا ندرك هذه الخطورة . من ذلك أنّ هذا
السلوك ، يشوِّه اللغة . ثُمّ إنّ من يتعود التعبير بهذه الطريقة المعوجَّة ، لن يستطيع
التعبير بلغة سليمة - عند الاقتضاء - سواء أتعلق الأمر باللغة العربية أم باللغة الأجنبية
.
أرجو من مُحِبِّي
اللغة العربية و المدافعين عنها والمهتمين بسلامة المتداوَل منها ، أن يحاولوا التخلي
عن هذه الظاهرة السيئة التي لا نجدها عند الشعوب الأخرى ، وأن يُعَوِّدوا أنفسهم على
استعمال الكلمات والمصطلحات العربية المتوفرة ، وأن يتحدثوا بلغة سليمة ، في محيطهم
الأسريّ ، ومع الزملاء في العمل ، وفي حياتهم اليومية ، أينما حلوا وارتحلوا . ومن
الطبيعيّ بالنسبة إلى الإنسان العربيّ ، أن يكون الحديث - في المواطن المشار إليها
وفي غيرها - بلغة عربية سليمة أو بدارجة عربية مهذّبة ( ما يُعرف بدارجة المثقفين
) ، وذلك أضعف الإيمان .
فعلا كما تفضلتم تتعرض اللهة العربية من أبنائها قبل أصدقائها لمعاول الهدم من خلال العدول عن استخدامها في كثير من الأحيان في المكاتب و الأسواق و حتى في البيوت إلى كلمات فرنسية و حسب القاعدة العلمية فالكلمة المهملة كالعضو المهمل يموت تدريجيا شكرا لكم أستاذنا على جهودكم القيمة في إحياء اللغة العربية و الذب عنها جعل الله كل ذلك في ميزان حسناتكم
ردحذفشكرا جزيلا على التشجيع، والاهتمام والمتابعة، والتفاعل الإيجابيّ وحسْن التواصُل. جزاكم الله خيرًا.
ردحذف