الاثنين، 31 أغسطس 2015

بِناء الفِعل الماضي:




لِبناءِ الماضي ثَلاثُ حالاتٍ:
1-الأصْلُ في الماضي أن يكونَ مَبْنِيًّا على الفتْحِ، وذلك إذا لَمْ يَتَّصِلْ به شيءٌ، نحو: كَتَبَ، أو اتَّصَلتْ به تاءُ التأنيثِ السّاكنةُ، نحو: كَتَبَتْ، أو اتصلتْ به ألِفُ الاثنيْنِ، نحو: كَتَبَا، أو التاءُ والألِفُ مَعًا، نحو: كَتَبَتَا.
وإذا كانَ مُعْتَلَّ الآخِرِ بالألِفِ كَجَرَى، وسَمَا، فيكون مَبْنِيًّا على فَتْحٍ مُقَدَّرٍ على الألِفِ مَنَعَ من ظُهورِه التَّعَذُّرُ (أي تعذر ظهور الحركة على الألف)، فإذا اتَّصَلَتْ تاءُ التأنيثِ به حُذِفَت الألِفُ لِالْتِقَاءِ السّاكِنَيْنِ، نحو: جَرَتْ، سَمَتْ، وجَرَتَا وَسَمَتَا، ويكون الفِعلُ في هذهِ الحالةِ مَبْنِيًّا على فَتْحٍ مُقَدَّرٍ على الألِفِ المَحْذُوفةِ لِالْتقاءِ السّاكِنَيْنِ، أَمّا إذا اتصلتْ به أَلِفُ الاثْنَيْنِ فَتَظْهَر حَرَكَةُ البِناءِ، نحو: جَرَيَا، وَسَمَوَا.
أَمّا إذا كان الماضي مُعْتَلَّ الآخِرِ بالواوِ أو بالياءِ، فإنّه يُعامَل مُعامَلَةَ الصَّحِيحِ بِبِنائِهِ على الفَتْحِ الظاهِرِ، نحو: رَضِيَتْ، وَسَرُوَتْ.
2-ويُبْنَى الماضي على الضَّمِّ إذا اتصلتْ به واوُ الجَماعةِ، وسَبَبُ ذلك أنَّ واوَ الجَماعةِ حَرْفُ مَدٍّ فهوَ بِحاجةٍ إلى أنْ يُسْبَقَ بِحَرَكَةٍ تُجَانِسُهُ وهيَ الضَّمَّةُ، نحو: ذَهَبُوا.
فَإذا كانَ الفِعلُ المتَّصِلُ بِواوِ الجَماعةِ مُعْتَلَّ الآخِرِ بِالألِفِ مثل سَعَى، حُذِفَتْ لِالْتقاءِ السَّاكِنَيْنِ وبَقِيَ مَا قَبْلَ الواوِ مَفْتُوحًا، نحو: سَعَوْا، ورَمَوْا، وأصْلُهُمَا ( سَعَاوْا، ورَمَاوْا)، ويكون الفعلُ الماضي حِينَئِذٍ مَبْنِيًّا على الضَّمِّ المُقَدَّرِ على الألِفِ المَحْذوفَةِ لِالْتقاءِ الساكِنَيْنِ.
أَمَّا إذا كان الماضي مُعْتَلَّ الآخِرِ بالواوِ أو بالياءِ، فإنّه يُحْذَفُ آخِرُهُ ويُضَمُّ مَا قَبْلَ المَحْذُوفِ لِيُناسِبَ وَاوَ الجَماعَةِ، فَفِي شُفِيَ، سَرُوَ، خَشِيَ، تَقُولُ: شُفُوا، سَرُوا، خَشُوا، والأصْلُ (شُفِيُوا، سَرُوُوا، خَشِيُوا). والذي حَصَلَ أنّ حرْفَ العِلَّةِ لَا يَتَحَمَّلُ الحَرَكَةَ (الضَّمَّة) ويَسْتَثْقِلها، فَحُذِفَتْ دَفْعًا لِلثقلِ، فالْتقََى السَّاكِنَانِ (واوالعِلة أو الياء) مَعَ وَاوِ الجَماعَةِ فَحُذِفَت الْأُولَيَانِ ثُمَّ حُرِّكَ مَا قَبْلَ وَاوِ الجَمَاعَة بالضَّمِّ لِيُنَاسِبَهَا، إِذَنْ فالفعلُ في هذه الأمثلةِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ المُقَدَّرِ على الواوِ أو الياءِ المحذوفَةِ، وضمّ ما قبل الواوِ للمناسبة.
3-ويُبْنَى الماضي على السُّكُونِ إذا اتّصَلَ به ضَمِرُ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ، وذلك لِأَنَّ الْعَرَبَ تَكْرَهُ أَنْ تَجْتَمِعَ أَرْبَعُ حَرَكَاتٍ فِيمَا هوَ كالكلمةِ الواحدةِ، نحو: كَتَبْتُ، فإنهم يَكْرَهُونَ أنْ يُحَرِّكُوا الحُرُوفَ الأربعةَ (كَتَبَتُ) ونحو: كَتَبْنَا (كَتَبَنَا)، وكَتَبْنَ (كَتَبَنَ)، ثُمَّ جُعِلَتْ هذه القاعدةُ مُطَّرِدَةً في الماضي، سواء أكان ذلك كراهيةً لتكرُّرِ الحركاتِ أمْ لَمْ يكنْ، نحو: اسْتَخْرَجْتُ، انْطَلَقْتُ.
وإذا كان الفعلُ الماضِي المتَّصِلُ بضميرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ مُعْتَلَّ الآخِرِ بالألِفِ، فإنْ كانتْ الألِفُ رابِعَةً فَصَاعِدًا أو ثالِثَةً أصْلُها يَاءٌ جُعِلَتْ يَاءً، نحو: اسْتَوْفَيْتُ، رَمَيْتُ، وإن كان أصلُها واوًا أُعِيدَت إلى أصْلِهَا، نحو: دَعَوْتُ.
أَمَّا إذا كان الفعلُ مُعْتَلَّ الآخِرِ بالواوِ أو بالياءِ، بَقِيَ الفعلُ على حالِهِ، نحو: خَشِيتُ، وسَرُوتُ (وجاء في المعجم الوسيط: سَرُوَ يَسْرُو سَرَاوَةً وَسَرْوًا: شَرُفَ. فهوَ: سَرِيٌّ. ج. أَسْرِياءُ، وسَراةٌ. وجمْع الجَمْعِ: سَرَوَاتٌ. وهيَ: سَرِيَةٌ. ج. سَرَايَا. وكذلك، سَرَا فُلَان يَسْرُو سَرْوًا، وَسَرَاوَةً: شَرُفَ. وَسَخَا فِي مُرُوءَةٍ).
(المرجع في اللغة العربية، بتصرف/ لعلي رضا. دار الفكر).

سؤال وجواب:




السؤال:
هل لكلمة "النشامى" أصل في اللغة العربية؟
الجواب، والله أعلم:
النَّشَامَى (المفرد: نَشَمِي/ أو نَشَمِيَّة): يبدو أنها كلمة عامية (دارجة محلية) مستخدمة بكثرة في الأردن والعراق، بصفة خاصة. وربما في بعض المناطق السورية والسعودية. وتعني: الأبطال الأشاوس المغاوير...ويطلق لقب "النشامى" على المنتخَب الوطنيّ الأردنيّ لكرة القدم، ممّا يدل على مكانة هذه الصفة لدى الأردنيين. وتطلق صفة "النشمي" ، بصفة عامة، على الرجل الشهم الأبيّ الكريم الشجاع المقدام، وهي صفات يعتز بها الرجل العربيّ البدويّ( بصفة خاصة).
وفي المعاجم، عند بحثنا في مادة "نشم"، نجد ما يأتي:
النَّشَمُ: شجَرٌ جَبَلِيٌّ تُتَّخَذُ منه القِسِيُّ. واحِدتُه: نَشَمَةٌ. ونَشِمَ الشيءُ يَنْشَمُ نَشَمًا: تغيّرتْ رائحتُه، فهوَ: نَشِمٌ، وهيَ: نَشِمَةٌ. ويُقالُ: تَنَشَّمَ منه عِلْمًا: استفادَ منه. وفلان يَتَنَشَّمُ الْعِلْمَ: يَتلطَّف. ويقال: ثَوْرٌ نَشِمٌ: فِيهِ نُقَطٌ بِيضٌ ونُقَطٌ سُودٌ.
ومهما يكن من أمر،فإنّ هذه الكلمة الجميلة التي خرجتْ من رَحِم البادية في بعض المناطق العربية، تحتل مكانا مرموقا على مستويات عدة، الأمر الذي يجعلها كلمة عربية قريبة من الذوق العربيّ السليم، ومعبرة عن مفهوم معيَّنٍ. وهي بذلك مصطلَح له مفهوم واضح" ولا مشاحّةَ في الاصطلاح". وليس من الضروريّ أن يكون للاصطلاح دلالة اشتقاقية، بل المهم أن يكون له مفهوم محدّد.
مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، ولغة العِلم والمعرفة، ولغة المستقبَل، بإذن الله.

الأحد، 30 أغسطس 2015

سؤال وجواب:



السؤال:
أريد ضبط "أرقيك، ويشفيك"، في الحديث النبويّ الشريف: " بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء فيك، من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد". وجزاكم الله خيرًا.
الجواب، والله أعلم:
-رَقَى الْمَرِيضَ يَرْقِيهِ رَقْيًا، وَرُقِيًّا، وَرُقْيَةً: عَوَّذَهُ (أَعَاذَهُ بالله، حَصَّنَهُ بِهِ وبِأسمائه. أو: عَلَّقَ عليهِ الْعُوذَةَ. والعوذة: التَّمِيمَةَ. والرُّقيَة يُرْقَى بها الإنسانُ من مرَضٍ أو فَزَعٍ أو جُنُونٍ). ويقال: بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ (بفتح الهمزة)، واللهُ يَشْفِيكَ (بفتح الياء الأولى).
-شَفَى اللَّهُ الْعَلِيلَ/ الْمَرِيضَ يَشْفِيهِ شِفَاءً: أَبْرَأَهُ مِن عِلَّتِهِ (من مَرَضِه).
ضَبْطُ حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ".
مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، ولغة العِلم والمعرفة، ولغة المستقبَل، بإذن الله.


إعْرابُ الفِعْلِ وبِناؤه:




الأصْلُ في الأفعالِ أن تكونَ مَبنيةً، فالماضي والأمرُ مَبنيانِ وكذلك المضارِعُ إذا اتصلتْ به نُونَا التوكيدِ الثقيلةُ أو الخفيفةُ أو نونُ النِّسْوةِ.
أَمّا إذا لمْ تتصلْ هذه النُّوناتُ بالمضارعِ فيكونُ مُعْرَبًا وذلك لمُشابَهَتِه الاسم بأمورٍ منها قبولُه لامَ الابتداءِ ومشابهتُه لاسمِ الفاعلِ في اللفظِ والمَعنَى، ولذلك سَمَّوْهُ مُضارِعًا أي مشابِهًا، والمُضارَعة المشابهَةُ.
قلنا إنّ المضارعَ يُشْبِهُ اسمَ الفاعلِ في اللفظِ والمعنَى، فمِن جِهةِ اللفظِ فإنّ "مُنْجِدُ" على وزنِ "يُنْجِدُ" فهما في الوزنِ والحركاتِ والسَّكَنَاتِ سَوَاءٌ، ومن جهة المعنَى فكِلاهُما يَدُلُّ على الحالِ والاستقبالِ.
أمّا إذا اتصلتْ إحدَى نُونَي التوكيد أو نونُ النِّسْوةِ بالمُضارعِ (ودُخُولُها جمِيعًا يَختَصُّ بالأفعالِ) خرجَتْ بالمضارعِ عن مشابَهَته الاسم فَتَعَيَّنَ بِناؤُهُ، إذْ إنّ الأصلَ في الأفعالِ أن تكونَ مَبنيةً كما ذَكَرنا، نحو: يَكْتُبَنَّ (نون التوكيد الثقيلة)، يَكْتُبَنْ (نون التوكيد الخفيفة)، يَكْتُبْنَ (نون النّسوة).
(المرجع في اللغة العربية، بتصرف/ لعلي رضا).

السبت، 29 أغسطس 2015

مقتطفات مختارة من كتاب "فقه اللغة" للثعالبيّ (7):




كُلُّ رِيحٍ تَهُبُّ بيْنَ رِيحيْن،  فهيَ: نَكْبَاءُ.
(وفي المعجم الوسيط: النَّكْبَاءُ: رِيحٌ انحرفت ووقعت بين رِيحيْن كالصَّبَا والشَّمَال. ج. نُكْبٌ).
كُلُّ رِيحٍ لَا تُحَرِّكُ شَجَرًا ولا تُعْفِي أَثَرًا، فهيَ: نَسِيمٌ.
(وفي المعجم الوسيط: النَّسِيمُ: الريح الليِّنة لا تحرِّك شجرًا ولا تُعَفِّي أثرًا. والرُّوحُ. والعَرَقَ. والقوة والصّلابَة).
كُلُّ عَظْمٍ مُسْتَدِيرٍ أَجْوَفَ، فهوَ: قَصَبٌ.
(وفي المعجم الوسيط: الْقَصَبُ: كُلُّ نبات كانت ساقُه أنابِيبَ وكُعُوبًا، ومنه: قصب السكَّرِ. وعِظَامُ اليديْن والرِّجليْن والأصابعِ. والدُّرُّ الرَّطْبُ المُرصَّعُ بالياقوت. وما كان مستطيلا أجوف من الفضة والذهب ونحوِهما. وشُعَبُ الرئةِ (الواحد في كل هذا: قَصَبَةٌ).
كُلُّ عَظْمٍ عَرِيضٍ، فهوَ: لَوْحٌ.
(وفي المعجم الوسيط: اللَّوْحُ: كل صفيحة عريضة خشبًا كانت أو عظمًا أو غيرهما. وما يُكتَب فيه من خشبٍ ونحوه. ولوح الجسد: كل عظم منه فيه عِرَضٌ، كالكَتِفِ. ج. اَلْوَاح).
كُلُّ جِلْدٍ مَدْبُوغٍ، فهوَ: سِبْتٌ.
(وفي المعجم الوسيط: السِّبْتُ: كل جلد مدبوغ، ومنه: النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ).
كُلُّ صانِعٍ عند العرب، فهوَ: إِسْكَافٌ.
(وفي المعجم الوسيط: الْإِسْكَافُ: الْخَرَّازُ. وصانعُ الأَحذية ومصلحها. ج. أَسَاكِفَةٌ).
كُلُّ عامِلٍ بالحديدِ، فهوَ: قَيْنٌ.
(وفي المعجم الوسيط: الْقَيْنُ: الْحَدَّادُ، ثم أُطلِق على كل صانعٍ. ج. أقْيان، وقُيُون. والْعَبْدُ. ج. قِيانٌ. والْقَيْنَة: الأَمَة صانعة أو غير صانعةٍ، وغلَب على المُغَنِّية. ج. قِيان).
كُلُّ ما ارتفع من الأرض، فهوَ: نَجْدٌ.
(وفي المعجم الوسيط: النَّجْدُ: ما ارتفع من الأرض وصَلُبَ. ج. نُجُود، ونِجَادٌ، وأَنْجُدٌ. ومَتاعُ البيت من فُرُشٍ ووسائدَ. ج. نُجُود، ونِجَادٌ).
كُلُّ شيء فيه اعْوِجَاج وانْعِرَاجٌ، كالأضلاع والإكافِ والْقَتَبِ والسرْجِ، والأوديَةِ، فهوَ: حِنْوٌ.
(وفي المعجم الوسيط: الْحِنْوُ: كل شيء فيه اعوجاج كالضِّلَعِ وعُود الرَّحْلِ، ومُنعَرَج الوادِي. والجَانِبُ. والعَظْمُ الذي تحت الحاجِبِ من الإنسانِ. ج. أَحْنَاءٌ، وحُنِيٌّ. والإكَافُ: الْبَرْذَعة. ج. أُكُفٌ. والبَرْذَعَة/ أو البردَعة: ما يُوضَع على الحِمَار أو البَغْل، لِيُرْكَبَ عليه، كالسرْج للفرَسِ. ج. بَرادع. والْقَتَبُ: الرحْل الصغير على قدر سَنامِ البعير. ج. أَقْتاب).

دليل المترجم (2383):

  25291- مِزْعَاجٌ/ امْرَأَةٌ مِزْعَاجٌ (مُزْعِجَةٌ، مُنْزَعِجَةٌ، قَلِقَةٌ، مُضْطَرِبَةٌ؛ لَا تَسْتَقِرُّ عَلَى حَالٍ وَلَا تَسْتَقِرُّ فِي...