الخميس، 2 أكتوبر 2014

سؤال وجواب:


بعث إليّ أحد القراء الكرام بما يأتي:
لدي سؤال جزاكم الله خيراً .. هل هناك تخريجات نحوية بخصوص ( السين و سوف ) ، بحيث إذا دخلت إحداهما على الفعل المضارع المجزوم لاتكف الجزم ؟

الجواب، والله أعلم:
حَبَّذَا لو أتيتم بمثال توضيحيّ. هل تقصد مثلا، أننا يمكن أن نقول: إنْ تجتهدْ تنجحْ/ أو: إن تجتهدْ ستنجحْ ؟ أظن-والعِلم عند الله- أنّ ذلك ممكن. ويكون المعنى: إنْ تجتهدْ-بصفة عامة، مُطلَقًا- تنجحْ. وإنْ تجتهد الآن-في الوقت الراهن- سوف تنجحْ(في المستقبل). وإذا كنتُ قد فهمتُ السؤال، أشير كذلك إلى أنّ من مواضع ربط الشرط بالفاء(وهي: أحد عشر موضعًا)، أن يكون الجواب مقترنًا بسوف، نحو قوله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً(أي فقرا) فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ إنْ شَاءَ)28/ التوبة. وقال النمر بن تواب: فإنّ المنية من يخشها* فسوف تصادفه أينما(أي أينما يذهب تصادفه). وقد حذف فعل الشرط وجواب الشرط لأنه ذكر ما يدلّ عليهما وفي المثالين، اقترن جواب الشرط بسوف). وبصفة عامة، فإنّ"سوف" حرف مبنيّ على الفتح يُخَصِّص أفعال المضارَعة للاستقبال، فيردّ الفعل من الزمان الضيِّق وهو الحال، إلى الزمان الواسع وهو الاستقبال. ومن المعلوم أنّ علامة الفعل المضارع، أن يقبل"السين" أو "سوف". وتدل "السين" على اقتراب وقوع الحدث، نحو: سأنام(بعد قليل)، سوف أنام(بعد وقت أطول). ويكثر استعمال"سَوْفَ" في الوَعِيد، كما في قوله تعالى: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)4/ التكاثر. وقد يُسْتعمَل في الوَعْد، كما في قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)5/ الضحى.
ملحوظة:
يجب في"السين" و"سوف" أن يلتصقا بالفعل(سأفعل و سوف أفعل).
و إذا أردتَ أن يكون الفعلُ مستقبلا منفيا، قُلْتَ: لَا أَذْهَبُ، ولَنْ أَذْهَبَ.
و لَا يجوز أن تجمعَ بَيْنَ"لَا" و"لَنْ"، وبين"السين" و"سوف" مُطْلَقًا.
و من الأخطاء الشائعة، قول:"سوف لَنْ أذهبَ". وقد أعود- بشيء من التفصيل- إلى حرفي"السين وسوف)، بإذن الله. مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

سؤال وجواب:


بعث إلَيَّ أحدُ القراء الكرام بما يأتي:
"أريد، من فضلكم، أن تُنِيرُونَا حولَ مَدى صِحة عِبَارَتَيْنِ، تُسْتَخدَمانِ-بكثرة- في وسائل الإعلام، وهما: 1-...إِلَى ذلك، ضربت طائرات....2-يومه الأحد...".
الجواب، والله أعلم:
أعتقد أنّ العِبارَتيْنِ صَحِيحَتَانِ. وذلك لأسباب لا يسمح الوقتُ باستعراضها، أذكر منها:
-إِلَى: حَرْفُ جَرٍّ لِلغايَةِ، مثل: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَّامَ إِلَى اللَّيْلِ)187/ البقرة. و"ذَلِكَ": اسم إشارة، أصله: ذَا(اسم إشارة للمفرد المذكر)، تَوَسَّطَتْ لَامُ البُعْدِ بينها وبين الكاف. ودون استعراض أمثلة كثيرة ممّا تستعمله وسائل الإعلام، من نوع المثال المذكور، فإنها لا تخرج غالبا عن الأساليب العربية المقبولة. يقال، على سبيل المثال: إلى ذلك الوقت، دمتم في رعاية الله وحِفظه...إلى ذلك الحِين...إلى أن نلتقيَ، إلخ. ففي الأمر متَّسَع، ولا داعيَ لتضييق واسِعٍ.
-يومه الأحد/ أو في يومه الأحد:
يدخل موضوع السؤال في مجال "الضمير المنفصل" الذي يعود-بصفة عامة-إلى اسم سابق، نحو: محمد وأخوه، فالهاء تعود على محمد، ولكن هذا الضمير:
1-قد يعود إلى متأخِّر عنه(لَفْظًا لَا رُتْبَةً)، مثل: رَفَعَ يَدَهُ التلميذُ، فالتلميذُ: فاعِلٌ متأخِّر لَفْظًا، لكنه في نية التقدُّمِ.
2-قد يَعُود إلى مَذكُورٍ قبلهُ(مَعْنًى لَا لَفْظًا)، مثل: اقْرَأْ يَكن مُفِيدًا لكَ، أي: اقرأ شيئا يكن مفيدا لكَ.
3-قد يعود إلى غير مذكور(لَا لَفْظًا ولَا مَعْنًى)، لكنه يُفْهَم من سِياقِ الكلامِ، كقوله تعالى: (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ)44/ هود.(أي: السَّفِينَة).
وفي ضوء الأمثلة المذكورة، وغيرها ممّا لم يَرِدْ ذِكرُه، يمكن الأخذ بصحة العِبَارَة"في يومه الأحد...). مع الإشارة إلى أنّ "الضمير" بأنواعه المختلفة(بَارِز، مُستتِر، منفصل، متصل...)، يحتاج إلى دراسة معمَّقَة. مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

دليل المترجم (2379):

  25251- مُزْدَحَمٌ (زَحْمَةٌ): un encombrement . زَحَمَ الشَّارِعَ: encombrer la rue . أَرْهَقَ الذَّاكِرَةَ: encombrer la mémoire . 2525...