السبت، 31 مايو 2014

تأمّلات حول لهجات القبائل العربية:




لوتأمّلنا ما يُروَى من اختلاف بيّن، في الصوت والبنية والتراكيب... بين لهجات العرب-قديمًا-والفروق الكبيرة بين اللهجات العربية الحديثة، لا ستنتجنا- وهذا أمر معروف- أنّ لغة قُرَيْشٍ كانت- قبل نزول القرآن الكريم- أفصحَ لغات القبائل العربية، ثم ازدادت فصاحةً بعد أن شرّفها الله تباركَ وتعالَى بنزول الوحي بها، وانتشرت بانتشار الإسلام في أرجاء المعمورة. يقول الفرّاء: " كانت العرب تحضر الموسِم في كل عام وتحجّ البيتَ في الجاهلية وقريش يسمعون لغات العرب فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به فصاروا أفصحَ العرب وخلت لغتهم من مُسْتَبْشَع اللغات ومُسْتَقْبح الألفاظ" (انظر: محاضرات-منشورة إلكترونيا- للأستاذ/ علاء كاظم حاسم الموسويّ/ جامعة حلب، بعُنوان: اللهجات العربية المذمومة). الاستنتاج الآخَر- المُؤكَّد والمعروف كذلك- هو أنّ اللهجات(العامّيّات) العربية المعاصرة لا تصلح-بَتَاتًا-لأن تحلّ محلّ اللغة العربية الفصحَى، وذلك لأسباب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، وقد سجلتُ العديد منها في بحوث منشورة إلكترونيّا، وتحدثتُ عن الموضوع-بصفة خاصة- في سِلْسِلَتَي"الرقيب اللغويّ"، و"تفصيح العامية"، المنشورتيْنِ إلكترونيا وفي مدونة "اللغة العربية أمّ اللغات". ومِن ثَمَّ، فإنّ الفصحَى هي وحدها- دون منافِسٍ-القادرة على أن تكون لغة التعليم(في جميع أنواعه ومستوياته)، ولغة الإدارة، وجميع المرافق الحيوية، ولغة التواصل بين العرب فيما بينهم، وبين العرب والعالم الخارجيّ، وبين المتعاملين باللغة العربية، سواء أكانوا عربا أم غير عرب.
وقد ارتأيت أن أشير إلى نماذج/ أنمُوذَجات مختارة من اللهجات العربية القديمة، لتبيان ما تعج به من اختلافات-فيما بينها-ومن اختلالات وانحرافات غريبة/ مستنكرة، في بعض الأحيان، بالنسبة إلى اللغة العربية الفصحى. الأمر الذي يجعلنا نعتمد على الفصحى في المجالات التي لاغنى عنها فيها، ونتعامل مع اللهجات العربية القُطرية( والجهوية داخل القطرالعربيّ الواحد)، في المجالات التي تناسبها، ولا تعارض بين هذين المستويين اللغويين اللذين يكمل أحدهما الآخر، قديما وحديثا. وذلك على النحو الآتي:
1-الْكَسْكَسَة: في لغة ربيعة ومُضَر، يبدلون الكافَ سِينًا، مثل: أُمُّسَ، في:(أُمُّكَ)، أَبُوسَ، في:(أَبُوكَ). وجاء، في المعجم الوسيط، أنها، في لغة هوازن: هي إلحاق كاف المؤنث سِينًا عند الوقف دون الوصل، فيقولون: أَعْطَيْتُكِسْ، ومِنْكِسْ، في: أَعْطَيْتُكِ، ومِنْكِ.
2-الشَّنْشَنَة: في لغة اليمن، هي، إبدال الكاف شِينًا مُطْلَقًا، مثل: لَبَّيْشَ(لَبَّيْكَ). مع ملاحظة أنّ: الشِّنْشِنَة(بكسر الشينيْن): العادة الغالبة. وفي المثَل: "شِنْشِنَة أَعْرِفُهَا في أَخْزَمَ": يُضرَب في قرب الشبَهِ في الخُلُقِ.
3-الكَشْكَشَة: في لغة أسد وربيعة: يجعلون الشينَ مكانَ الكافِ في خطاب المؤنّث، فيقولون: عَلَيْشِ، في: (عَلَيْكِ). ومِنْشِ، في: (مِنْكِ). وربما زادوا، بعد الكاف المكسورة، شِينًا، فقالوا: عَلَيْكِش، في: عَلَيْكِ(الوسيط).
4-الاسْتِنْطاء: في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار: جعل العين الساكنة نُونًا، إذا جاورت الطاءَ، مثل: أنْطِي، في: أعْطِي، وأَنْطَيْتُ، في: أَعْطَيْتُ.
5-الْفَحْفَحَة: في لغة هذيل وثقيف: إبدال الحاءِ عَيْنًا، وهي نادرة/ وشاذة، مثل: عَتَّى، في: (حَتَّى).
6-الْعَجْعَجَة: في لغة قضاعة، يقلبون الياءَ جِيمًا بعد العيْن وبعد الياءِ المشدَّدةِ، مثل: الرَّاعِج، في: (الرَّاعِي)، والكُرْسِج، في: (الكُرْسِيّ).
7-الطُّمْطُمَانِيَّة: العُجْمَة. وطُمْطُمَانِيّة حِمْيَر: ما في كلامهم من لهجة مُنكَرَة، كقلبهم اللام في أداة التعريف مِيمًا، فيقولون: طَابَ امْهَوَاءُ، في: طَابَ الْهَوَاءُ(المعجم الوسيط). وبعضهم ينسبها كذلك إلى طيّئ والأزد.
8- العَنْعَنَة: عَنْعَنَ فلان عَنْعَنَةً: لفظ في كلامه الهمزةَ كالعَيْن. وهي لغة لتميم(الوسيط).وبعضهم ينسبها كذلك إلى لغة قيس، إذا وقعت العين في أول الكلمة. وعَنْعَنَ الرّاوِي، قال في روايته: رَوَى فلان عن فلان عن فلان.
9-الوهم: مَا يَقَعُ في الذهن من الخاطرِ. وفي لغة كلْب: يقولون: مِنهِم، وعَنهِم، وبَينهِم، وإن لم يكن قبل الهاء ياء ولا كسرة.
10-الوَكْم: وَكَمَ فلان الكلامَ، قال: السلام عليكِم(بكسر الكاف)، في: "عليكُم"(الوسيط). وبعضهم يقول إن"الوكم"، في لغة ربيعة، هو: قولهم: بكِم، وعليكِم، حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة( انظر: محاضرات أ. علاء كاظم، المشار إليها من قبلُ).

الخميس، 29 مايو 2014

جَمِّلوا مَنشوراتِكم بكتابتها بلغة سليمة(25)




موضوع اليوم: فوائد.
1-إذا وقع ضميرٌعِوضًا عن الاسمِ الظاهرِ بعد(لَوْلَا، وعَسَى)، فالقاعدة أن يُقالَ: لَوْلَا أَنتَ، ولَوْلَا أَنَا، وعَسِيتَ، وعَسِيتِ، إلخ، نحو قوله تعالى: (لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ)، و:(قَالَ هَلْ عَسِيتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكَم الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا)246/البقرة. بمعنى أنه يجب أن يكون بعد(لَوْلَا، وعَسَى) ضَمِيرُ رَفْعٍ على أنه مبتدأ بعد(لَوْلَا) أو اسم(عَسَى) في محلّ رَفْعٍ. ولكن، روي: لَوْلَاكَ، ولَوْلَايَ، وعَسَاكَ، وعَسَانِي.
2-قالتْ العَرَبُ: قد كنت أظنّ أنّ العقرب أشدُّ لسعةً مِن الزنبور(حشرة أليمة اللسع) فإذا هُوَ هِيَ، وقالوا أيضا: فإذا هُوَ إيَّاهَا. وأنكر سِيبَوَيْهِ الوجهَ الثاني.
3-لا يَعُود على جَمْعِ المذكَّرِ السالِم ضَمِيرٌ إلّا الواو، نحو: المعلمون خرجوا، ولا يجوز أن يعود عليه التاء لتأويل الجماعة، فلا تقول: المعلمون خَرَجَتْ، وأمّا جمْع التكسير المذكَّر فيعود عليه الواو، نحو: الرجال خرجوا، والتاء على التأويل بجماعة، نحو: الرجال خَرَجَتْ(أي الجماعة خرجت)، أمّا اسم الجمْع مثل: الرَّهْط والرَّكْب، فنقول: الرهط خرجوا، أو مع ضمير المفرد، فنقول: الرهطُ خَرَجَ.
4-قد تأتي نون النِّسْوَةِ موضع واو الجماعة للمُشاكَلَةِ، نحو: اللهم ربّ السماوات وما أَظْلَلْنَ وربّ الأرضينَ وما أَقْلَلْنَ وربّ الشياطين وما أضْلَلْنَ(والأصل: أَضَلُّوا) فَعُدِل عن الواو وأتي بالنون لمشاكلة أظللن وأقللن. كما في: لا دريْتُ ولا تليت(الأصل: تلوت) أبدلت الواو ياءً لتُشاكِلَ الياء في(دريت). وكما في: مأزورات غير مأجورات(الأصل:موزورات) للسبب نفسِه.
5-الأحسن في جمع المؤنث غير العاقل، إن كان للكثرة، أن يؤتى بالتاء وحدَها في الرفع وهاء مع التاء في غيره، وإن كان للقلة أن يؤتى بالنون، نحو: الجُذُوعُ(جمع كثرة) انْكَسَرَتْ/ أو كَسَرْتها، أوْلَى من: انْكَسَرْنَ/ أو كَسَرْتهنَّ، والأَجْذَاع(جَمْع قِلَّةٍ)بالعكس، الأولى أن تقولَ: الأجذاع كسرتهنّ/ وانكَسَرْنَ

الأربعاء، 28 مايو 2014

تفصيح العامية(39)





*"نَژَّه"(بزاي مفخمة): يقال، في الحسّانيّة: فلان "مَاعَنْدُ نَژَّه" عن كذا: ليس عنده أيّ خبر-قليل أو كثير-عن الشيء/ أو الأمرالفلانيّ. و في الفصحَى، نَزَّ(suinter): رَشَحَ/ نَضَحَ. والنَّزَّة(suintement): الرَّشْحُ/ النَّضْحُ. نَزَّ الماءُ: قَطَرَ. نَزَّ الجُرْحُ(plaie): أخرجَ بعض الإفرازات. نَزُّ الشجرةِ: نَداها السائل منها. نَزُّ الجُدْران(les murs): ما تَحَلَّبَ منها من ماءٍ. يقال-مَجَازًا- في الحسّانيّة: فلان "مَايْنژْ": بَخِيل/ شَحِيح(avare). ويقال: هذه الشاة/ البقرة/ الناقة "مَاتْنژْ": لاتدرُّ لَبَنًا. كما يقال: فلان "مَانَژْ" بأيّ شيء عن الموضوع الفلانيّ: لم يَبُحْ بأيّ شيء عنه. كما يقال: "نَژَّهْ مِنْ مَجْنُونْ زَاكْيَهْ": كلام قليل يتلفّظ به الشخص المجنون(le fou)، يمكن أن تبنِيَ عليه لمعرفة أمر كنتَ تجهله.

*"مَايْشَلَّطْهَا": يقال، في الحسّانيّة: فلان"مايشلطها": لا يلزم الوسط/ لا يعرف الوسطية في تصرفاته. كما يقال: فلان "أَرَانَكْ مَا شَلَّطْهَا": تجاوزتَ حد الاعتدال/ تجاوزت الحدود المقبولة(المعقولة) في تصرفك هذا. وفي مجال الغلو في بعض الأمور، يقال: فلان"امْرگْ مِنْ خَدْ الدُّنْيَا لَگْصِ": تجاوز الحدود. "لَگْصِ": الطَّرَفِيّ"الطَّرْفَانِ": آخِر المَطَاف(terminal). ويقال: فلان "الْحَگْ آزْوَيْلِيقْ": غَضِبَ غَضَبًا شديدًا.

*"أَسْبَگْ مِنْ رَالَهْ". "الرَّالَهْ"، في الحسانية، تُطْلَق على: الدَّرَّاجَة الهوائية(bicyclette). ولعل هذا المفهوم، الدالّ على السرعة، يكون مُسْتَوْحًى من: الرَّأْل، وهو: فَرْخ النّعامِ. والنعام معروف بسرعته الفائقة. ونجد، من هذه المادّةِ: رَاءَلَ: أَسْرَعَ. واسْتَرْأَلَ الرَّأَلُ(فرخ النعام): كَبِرَ. وأَرْأَلَت النعامة((autruche: صارت ذاتَ رِئَالٍ(المفرد: رَأْل).

*"اتْكَسْكَادِي"، في الحسّانيّة: كلمة مأخوذة بلفظها من اللغة الفرنسية. والفعل"كَاسْكَادَ"(cascader): عَبَثَ، ومَجَنَ. فهو عَابِث/ مَاجِن(cascadeur)، بهلوان/ مخاطر بنفسه...ويطلق هذا اللفظ-بصفة خاصة-على منافَسات-تجري في ساحات خاصة-يزاولها بعض الشُّبّان، من خلال سياقة سياراتهم بطريقة بهلوانية تتسم بالمخاطرة بأنفسهم وبسياراتهم وبما/ وبمَن يقع في طريقهم، كنوع من إظهار مهارَتهم في التحكم في السيارة. وهذه اللعبة/ أو الهواية الغريبة، لا تقل خطورة عن مصارعة الثيران(la corrida:  course de taureaux) المعروفة في إسبانيا، والتي أُلْغِيَتْ مؤخَّرًا. وحَبَّذا لو أُلغِيَ أيضا"اتكاسكادي".

*"أَگوفْ مَا يْسَكّنُه مَاهُ جِلّه مِنْ رَگِبْتُه": مَثَل حسّانيّ، يناظره المثَل العربيّ: لَا يَفُلُّ الْحَدِيدَ إلّا الحَدِيدُ. فَلَّ السَّيْفَ(ébrécher l,épée): ثَلَمَه وكَسَرَه في حَدِّهِ.

*"ألِّ گالَّكْ گالْ فِيكْ": مَثَل حسّانيّ، يناظره في الفصحَى: مَن قالَ لكَ قالَ فِيكَ. وهو للتحذير من البوح بالأسرار أمام النَّمَّام الذي يغتاب الناس أمامك ليظهر قربه منك وتودده إليك، لأنه سينقل عنك، ما دام هذا ديدنه.

*"فَرْ" (براء مرققة): فَرَّ. وهي كلمة عربية فصيحة. فَرَّ الدّابّةَ يَفُرُّها فَرًّا: كَشَفَ عن أسنانها لينظرَ ما سِنُّها(son âge). ويقال-مَجَازًا- في الحسّانيّة: "فَرَّيْتْ" فلانا عن كذا لعله يَبُوح بما في نفسه أو ما يعرفه عن موضوع معيَّن. وهذا المعنى نفسُه موجود في الفصحى(على سبيل المَجاز). ويقال، في الحسّانيّة: فلان"ابْفَرّْتُ"(تنطق الراء وكأنها ساكنة ومشدّدة في الوقت نفسِه): إذا سقطت ثَنِيَّة من أسنانه أو سقطت الثَّنِيَّتَانِ مَعًا، ويعبَّر عن ذلك ب"فَرَّه" صغيرة أو"فَرَّه" كبيرة، حَسَب عدد الأسنان الساقطة. وقد تكون "الْفَرَّه" مِن فوق أو من تحت. الثَّنِيَّة(dent incisive): إحدى الأسنان الأربع"لِمْظَاحِكْ" التي في مُقدَّم الفم، ثِنْتَانِ من فوق وثِنتان من تحت.

*فلان"مَعْلُومْ فِي الْخطَّارْ": مِضْيَاف/ مِقْرَاء(hospitalier). "مَعْلُومْ": كَرِيم/ سَخِيّ/ جَوَاد/ مِعْطَاء(généreux). "الْخطَّارْ": الضيوف(les hôtes). المفرد: "الْخَاطرْ": الضيف(hôte). الضيف: النازل عند غيره، يستوي فيه المفرد والمذكر وغيرُهُما، لأنه في الأصل مَصْدَرٌ. وفي التنزيل العزيز: (إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ). ويُجْمَع أيضًا على: أَضْيَافٍ، وضُيوف، وضِياف، وضِيفانٍ. والمِقْرَاءُ: الذي يَقْرِي الضَّيْفَ(مبالغة للذكَر والأنثَى).

الثلاثاء، 27 مايو 2014

جَمِّلوا مَنشوراتِكم بكتابتها بلغة سليمة(24)




موضوع اليوم: ضَمِير الفَصْلِ.
يتوسط أحيانا، بين المبتدإ وبين الخبر أو ما أصله مبتدأ وخبر، ضمير الفصل، نحو: خالد هو المُهَذَّبُ، ووجدت خالدًا هو الصّادِقَ، ويراد بذكره أن يَنفيَ عن الخبر فكرة النّعْت، فالمهذب هنا: خبر وليس نعتا لخالد. وضمير الفصل: حرف لا مَحَلَّ له من الإعراب، وهو كذلك يفيد معنى التوكيد. ويتصرف ضمير الفصل تصرف الضمائر، بحسَب ما يعود إليه، إلّا أنه ليس ضميرا. وسمي ضمير فصْل، للفصْلِ بين الخبر وبين ما يُظَنّ أنه نعْت، فلو قلت: خالدٌ الشجاعُ، قد يَظنّ السامعُ أنّ(الشجاع) نعت لخالد وأنك ستتمّ الجُملةَ، أمّا إذا قلت: خالد هو الشجاعُ، أيْقنَ السامعُ أنّ الخبرَ هو(الشجاع). ولفظ(هو) الذي توسط بين المبتدإ والخبرِ: ضمير فصْل حرف لا محل له من الإعراب. وقد عمد بعض المُعْرِبِينَ إلى إعراب(ضمير الفصل) مبتدأً ثانيًّا، في مثل (خالد هو الشجاع) وجعل(الشجاع) خَبَرًا له، وجملة(هو الشجاع) خبر للمبتدإ الأول(خالد).
ملحوظة: إذا لحقت ياء المتكلم الظرف(لدن)، توسطت نون الوِقاية بينه وبينها، كقوله تعالى:(قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا)، ويقل حذفها، فقد قرأها بعضهم:(قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِي عُذْرًا)76/ الكهف. والكثير في: قد وقط(اللتين بمعنى: حسبي) ثبوت نون الوقاية، نحو: قَدنِي وقَطني.

الاثنين، 26 مايو 2014

سؤال وجواب:


سألني أحد القراء الكرام السؤال الآتي: أيهما أصح، الألحان المنتشرة أم اللحون ؟
الجواب، والله أعلم:
اللَّحْن: 1-اللغة. وفي التنزيل العزيز: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)30/ محمد. ولحن القول: فحْواهُ. ولحن الكلام: فحواه ومَعَارِيضُهُ. 2-الصوت الموسيقيّ الموضوع لأغنية(على سبيل المثال). 3-الخطأ في الإعراب والبناء ومخالفة وجه الصواب (وهو المقصود في السؤال).ج.أَلْحان، ولُحُون(كلاهما صحيح، وإن شئتَ قل: كلاهما صحيحان). واللُّحَنَة(بضم اللام): الكثير اللحن. ونظرا إلى أنّ الكلمة تأخذ معناها من السِّياق الواردة فيه، فلا مانع من استخدام إحدى صيغتي الجمع المشار إليهما، بطريقة لا تُحدِث لبسًا في ذهن المتلقي. ذلك أنك، في زماننا هذا، عند ما تسمع أو تقرأ كلمة "ألحان" خارج سياق يبيّن المقصود بها، قد يَنصرِف ذهنُك تلقائيا إلى: الألحان الموسيقية. بمعنى أنه ينبغي لمُنشِئ الكلام أن يُعرِب عن مقصوده بوضوح. والوضوح من أهم سمات اللسان العربيّ(لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)103/ النحل. ثم إنك، في لغتنا العربية الجميلة، لا تحتاج دائما لاستخدام الجمع/الجموع للتعبير بدقة عمّا تريد، بمعنى أنك إذا قلتَ: اللحن المنتشر، فقد تكون هذه الصيغة أجملَ وأقربَ إلى الذوْق اللغويّ من: اللحون، أو الألحان المنتشرة. بل إنّ هذه الصيغة قد تكون أفصحَ، على رأي مَن يتحفظ على جمع المصدر(مصدر الفعل)، في جميع الحالات(دون استئناء).

السبت، 24 مايو 2014

جَمِّلوا مَنشوراتِكم بكتابتها بلغة سليمة(23):




موضوع اليوم: إعراب الضمير المنفصل والمتصل.
يقوم الضمير مقام الاسم الظاهر ولذا فإنه يأخذ مكانه في الإعراب، ويُعرَب إعرابا محليا، فيقال في: نَحْنُ نُنَاضِلُ، نحن: ضَمِير منفصِل مَبْنيّ على الضم في محل رفع مبتدأ. وفي: شَكَرْتُكَ، الكاف: ضمير متصل مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول به. وفي: خُذْ كِتَابَكَ إِلَيْهِ، الكاف: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والهاء: ضمير متصل في محل جر بإلى، إلخ. ويعود الضمير إلى اسم سابق، نحو: جاء خالد وأخوه، فالهاء تعود على خالد. وقد يعود الضمير على متأخر عنه لفظا لا رتبة، نحو: رَفَعَ عَصَاهُ المُعَلِّمُ، فالمعلم: فاعل متأخر لفظًا ولكنه في نية التقدم. وإمّا أن يعود إلى مذكورقبله مَعْنًى لا لفظًا، نحو: اعْمَلْ يَكَنْ مُرْبِحًا لَكَ، أي: اعمل عملا يكن مربحا لك. وإمّا أن يعود إلى غير مذكور لا لفظا ولا معنًى وإنما يُفهَم من سياق الكلام، كقوله تعالى: (وَسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ)، أي: السفينة.

دليل المترجم (2385):

  25311- مَزَّقَ إِرْبًا: mâchurer . مَزَّقَ إِرْبًا إِرْبًا: hacher en pièces . مَزَّقَ قِطَعًا: mettre en charpie . 25312- مَزَّقَ الل...