الأحد، 30 مارس 2014

كُلّ:



جاء في لسان العرب: الكُلُّ: اسم يجمع الأجزاء، يقال:كُلّهُم منطلِق وكلهن منطلِقة ومنطلِق، الذكر والأنثى في ذلك سواء، وحكى سيبويه كلتهن منطلِقة...قال أبو بكر بن السيرافي: إنما الكُلّ عبارة عن أجزاء الشيء، فكما جاز أن يضاف الجزء إلى الجملة جاز أن تضاف الأجزاء كلها إليها...وقال الجوهري: كُلّ لفظه واحد ومعناه جمع، قال: فعلى هذا تقول: كل حَضَرَ وكل حَضَرُوا، على اللفظ مرة وعلى المعنى أخرى، وكل وبعض معرفتان، ولم يجئ عن العرب بالألف واللام، وهو جائز لأنّ فيهما معنى الإضافة، أضفت أم لم تضف.

وبَعْضُ الشيْءِ: طائفة منه قَلَّت أو كَثُرَت. وقد جاءت(بعض) في القرآن الكريم، مضافة وغير مضافة، في مائة وتسعة وعشرين(129) موضعا، وجاءت كلها مجردةً من (أل) التعريف.

الثلاثاء، 25 مارس 2014

رِفْقًا بالقبيلة !


القبيلة ركيزة رئيسة في تركيبة المجتمع العربيّ منذ القِدَم، ولا تزال حاضرة بقوة في المجتمع الموريتانيّ، وفي العديد من الدول العربية الأخرى. ونظرا إلى ما يوجه من انتقاد لاذع لمن يعتز بقبيلته، ووصفه في بعض الأحيان بالعصبية الجاهلية وبالتأخر عن ركب المجتمع الحديث، فقد ارتأيت أن أبدي وجهة نظري في هذا الموضوع. وذلك على النحو الآتي:
القبيلة إطار اجتماعيّ مهم لا يجوز تجاهله ولا القفز عليه. فالقبيلة جماعة من الناس تنتسب إلى أب أو جد واحد، فكيف نتنكر لآبائنا وأجدادنا ؟ ! إنّ ذلك لهو العقوق بعينه !، وقطع الأرحام التي أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نصلها. ثم إنّ الدولة الحديثة -عندنا- لم تستطع بعدُ أن توفر للمواطن الخدمات الضرورية التي يحظى بها من لدن القبيلة، لتجعله يشعر بالاطمئنان على نفسه. فعلى سبيل المثال، عندما يمرض الشخص الفقير الذي لا يتوفر على تغطية صحية، تكون القبيلة هي "شركة التأمين" التي تتولى تكاليف تشخيص المرض وعلاجه. وعندما يرتكب الشخص -عن طريق الخطإ -جريمة قتل، تقوم القبيلة بدفع الدية، إلخ. ومع ذلك، فإنّ القبيلة لا يجوز أن تتجاوز إطارها الاجتماعيّ بحيث تطغى على إطار الوطن الكبير الذي يتجسد في أرض وشعب وسلطة(أي الدولة). ويرى المتخصصون، في هذا المجال، أنه كلما قويت الدولة ضعف سلطان القبيلة ونفوذها على الفرد، والعكس صحيح. ومهما يكن من أمر، فلا مبرر للمطالبة بإلغاء القبيلة كلية، لأنّ في ذلك إلغاءً لذوي الأرحام.

السبت، 22 مارس 2014

العمل العربيّ المشترك على المِحَكّ




تحتضن الكويت، في الأسبوع الأخير من شهر مارس/ آذار 2014م، القمة العربية (25) تحت شعار:"قمة للتضامن من أجل مستقبل أفضل". تُعقد هذه الدورة في أجواء سياسية عربية ملبَّدة بغيوم- نرجو أن تكون سحابة صيف تنقشع بسرعة-وفي وقت تزداد فيه بُؤَر التوتر، عربيا وإقليميا ودوليا. ودون الخوض في التفاصيل المملة التي تلوكها الألسن على مدار الساعة وتتناقلها يوميا وسائل الإعلام المختلفة، أريد أن أُذكِّر بأنّ مؤسسات العمل العربيّ المشترك لم تستطع-منذ تأسيسها- أن تكون في مستوى انتظارات المواطن العربيّ، وإن كان ذلك بنسب متفاوتة، حيث حققت بعض الإنجازات  الشكلية وأخفقت في الأمور الجوهرية التي على أساسها نكون أو لا نكون. وفي مقدمة هذه الأمور: الوحدة والتضامن وتوحيد المواقف داخليا وخارجيا، وتحقيق الأمن والحرية والعدالة وتكافؤ الفرص والرخاء والعيش الكريم للمواطن العربيّ. وبناءً على هذه الحقائق، فقد آن الأوان لتشخيص الداء لننطلق في رحلة البحث عن العلاج. ينبغي لنا جميعا-كل من موقعه-أن نضع الإصبع على الجرح ونحدد مَكمَنَ الخلل، بدءًا بمراجعة هياكل هذه المؤسسات وآليات عملها وبرامجها ومشروعاتها وصلاحياتها، والهامش الذي تتحرك فيه في علاقتها بأصحاب القرار في الدول العربية. إنّ بعض المتشائمين في عالمنا العربيّ-ولستُ منهم- يرون أنّ هذه المؤسسات مشلولة ولا حول لها ولا قوة، وأنها مجرد ساعي بريد أو سكرتارية للسلطات العربية القطرية، وليس لها حق التعبير عن وجهة نظرها، أو اتخاذ مبادرات معينة أو حتى اقتراح حلول لبعض القضايا العاجلة ذات الاهتمام العربيّ المشترك. ومهما يكن من أمر، فإن من واجب القادة العرب أن يجعلوا هذه المؤسسات في وضع يتيح لها تحقيق الأهداف التي أُنشِئت من أجلها. ولعل ممّا يُؤسَف له، ونحن نراقب عمل هذه المؤسسات، أنها مقصرة في وضع استراتيجيات عربية محكمة، مبنية على تجارب الماضي ومعطيات الحاضر واستشراف المستقبل، للنهوض بالأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية...وأخص بالذكر هنا- من باب اهتماماتي الشخصية- ما ألحظه من غياب سياسة لغوية موحدة تحافظ للأمة على هُويتها وفكرها وثقافتها والمكانة اللائقة بها بين الأمم. وللأمانة، فإنّ المجتمع الأهليّ قام بدورمهم في هذا المجال-يذكر فيشكَر-في الوقت الذي ظل فيه القرار السياسيّ غائبًا.
ولا بد من الإشارة، بهذه المناسبة، إلى أنّ جهود مؤسسات العمل العربيّ المشترك لم تُوفَّق في التصدي لما تعرضت له بعض البلدان العربية من تهديد للأمن القوميّ العربيّ، ولم يحالفها الحظ في رأب الصدع وتسوية الخلافات العربية قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة. من ذلك-على سبيل المثال لا الحصر- ما يأتي:
1-لم تستطع هذه المؤسسات، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، أن تحل الخلافات العراقية الكويتية في مهدها حيث تركتها تزداد حدة وتتفاقم إلى أن وصلت إلى احتلال الكويت، ثم تدمير العراق(دولة ومؤسسات وبنى تحتية) والزج بمواطنيه في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ولا أحد يستطيع التنبأ بنهايتها ولا بتداعياتها على أمن المنطقة، بصفة خاصة، وعلى الأمن العربيّ والدوليّ، بصفة عامة.
2-لم تتمكن هذه المؤسسات من معالجة الأوضاع التي تفجرت في أقطار عربية أخرى، والتي أدت تداعيات بعضها(مثل: ما حدث في ليبيا) إلى تدخل جيوش أجنبية- بمباركة من جامعة الدول العربية- وما ترتب على ذلك من تدمير البلد وترك مواطنيه يتصارعون على السلطة، مثل ما حدث في العراق، الأمر الذي يدل على أنّنا لم نستفد من الدرس العراقي.
3-لم توفق في إيجاد مخرج من الحرب المدمرة في سورية، على الرُّغم من خطورة الوضع وانسداد أيّ أفق للحل.
4-إخفاق مؤسسات العمل العربيّ المشترك، ومن بينها اتحاد المغرب العربيّ، في تنقية الأجواء بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد، ولا أدلّ على ذلك من أن الحدود مغلَقة بين عضويْن مهميْن من أعضائه(المغرب والجزائر)، ممّا يحول دون المزيد من التعاون والتكامل والاندماج المغاربيّ.
5- وممّا يؤكد ضعف العمل العربيّ المشترك، أنّ مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يجد صعوبة كبيرة-على ما يبدو- في اتخاذ موقف موحد من بعض القضايا العربية والإقليمية التي ألقت بظلالها على ما كان يسود من تفاهم وتعاون بين دول الخليج، لدرجة أنّ ثلاثة بلدان من أعضاء المجلس(السعودية والإمارات والبحرين) سحبوا سفراءهم من دولة قطر، مع أنّ تجربة هذا المجلس كانت- إلى عهد قريب-تعد من أنجح التجارب الوحدوية العربية.
يتبيَّن ممّا تقدم أنّ مؤسسات العمل العربيّ المشترك توجد على المِحَك في الوقت الراهن، وعلى القادة العرب المشاركين في القمة الكويتية أن يتحملوا مسؤو لياتهم كاملةً، تجاه شعوبهم وتجاه العالم، من خلال اتخاذ قرارات تاريخية تعيد لهذه الأمة مجدها وترفع رؤوس أبنائها المتطلعين إلى التضامن من أجل غد أفضل، كما ورد في شعار هذه الدورة.

الخميس، 20 مارس 2014

أهمية تعلم اللغات الأجنبية:


كُلَّمَا تَعلَّمَ الإنسانُ لُغةً، إلى جانب لغتِه، زادَ إدراكُه للأشياء(بما في ذلك معرفته للغته)، وتعددت مواهبُه وفرصُه في النجاح . وكأنه، بكل لغة يتعلمها، يضيف شخصا إلى شخصه. ومن هنا، فإنّ الدعوة إلى استعمال اللغة الأم، لا تعني إهمال تعلم اللغات الأجنبية.
يقول الشاعر:
بقدر لُغات المرءِ يَكْثُرُ نَفْعُهُ ***** وهن له عند المُلِمّاتِ أَعْوانُ
فأقبل على درس اللغات وحفظها* فكُل لِسان، في الحقيقة، إنسانُ.
وفي رواية:
تهافَتْ على حفظ اللغات مجاهدا* فكل لسان، في الحقيقة، إنسان.
وفي رواية أخرى:
فبادر إلى حفظ اللغات مسارعا* فكل لسان، في الحقيقة، إنسان. ففي كل هذه الروايات، بصرف النظر عن العبارات، دعوة واضحة إلى تعلم أكبر عدد ممكن من اللغات.
وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه الأسفار وتعددت اللقاءات بين الشعوب، فإنّ تعلم بعض اللغات العالمية الحية معين على التفاهم وحسن التعامل. يقول أحدهم:
الغرِيبُ الذي يتكلّم لغتِي، أعزُّ إليَ من مُواطِنِي الذي يجهلها.

الاثنين، 17 مارس 2014

الفتى:



في إطار التأمّل في جمال اللغة العربية وتنوع مفرداتها ودقة معانيها، تحدثت من قبلُ عن كلمة"النَّخوة". وبعد أن بيّنتُ  بعض معاني هذه المفرَدة الغنية بمقاصدها ودلالاتها، أشرتُ إلى صعوبة(بل استحالة) ترجمتها إلى اللغة الأجنبية(يُرجَع إلى مدونة"اللغة العربية أمّ اللغات"). وسأتحدثُ، هذه المرة، عن "الفتى". وما معنى قولِنا(في موريتانيا بصفة خاصة): فلان "فتى". ومع أنّ العلاقة بين "الفتى" و"الفتوة" علاقة وطيدة، فإنني لن أتناول مصطلح "الفُتُوة" لأنّ ذلك يتطلب بحثا مفصلا في مفهوم "الفتوة" وأنواعها ونشأتها وتطورها عبر التاريخ.
عندما نصف الرجُل بأنه"فتى"، فإنّ هذا الوصف لا يقتصر على المعنى المعجميّ، على نحو ما جاء في المعجم الوسيط: "الفَتَى: الشاب أولَ شبابه بين المراهقة والرُّجولة. مثنّاه: فتَيان، وفَتَوَان. ج.فِتْيانُ، وفِتْيَة...وهي فتاة.ج. فَتَيَات". إنّ نعتَ الشخص بهذا الوصف يعني أنّه يتحلى بالعديد من الأخلاق الحميدة وتتوفر فيه خصائص الإنسان الكامل. من ذلك أنّ "الفتى" إنسان مثقف، له رأي وجيه في أيّ موضوع يطرَح على بساط البحث، قادر على تجاذب أطراف الحديث مع الآخرين في مجالس الفكر والأدب والشعر(العربيّ والحسّانيّ) والفن والغناء، إلخ. ثُمّ إنّ "الفتى" لا بد أن يتصف بالشجاعة، والنبل، والجود والكرم والإيثار(أقصى درجات السخاء)، وبذل المعروف، ونصرة المظلوم، وعلو الهمة، وعزة النفس، والفضل، والعفة، والمروءة، والتواضع غير المخل(في غير مذلة).
ملحوظة: اقتبستُ بعض الأوصاف المذكورة في السطريْن الأخيريْن، من خصائص "الفتوة" الواردة في كتاب: صناعة الأجيال في الحضارة الإسلامية/ نظام الفتوة في عهد الخليفة الناصر لدين الله، مِثالًا/ د. صالح محمد زكي اللهيبي. دائرة الثقافة والإعلام/ الشارقة. يُوزّع مجّانا مع مجلة الرافد. ويمكن لمن يريد التوسع في الموضوع، أن يستفيد من هذا المرجع.

الأحد، 9 مارس 2014

تفصيح العامّية(36):



*"فِدْغُ": يقال في الحسانية، على سبيل المثال: "فِدْغُ مَارُ": أُرْز معد إعدادا رديئا، لا لحم فيه عادة- أو لحمه قليل-ولا طعم له، ولا يحتوي على المواد الضرورية لوجبة شهية ومغذية. وتنطق هذه الكلمة، في بعض المناطق الموريتانية، بالتاء والقاف"فِتْقُ". وفي الفصحى: فَدَغَ الطعامَ: رَوَّاهُ دَسَمًا. ويطلَق الدسم على اللحم والشحم، كما يطلَق على دهنهما. وبما أنّ "فِدْغُ" يتّصِف بأنه لا طعم فيه، فقد يكون اللفظ  مأخوذا من الفرنسية: "vide goût". Vide: خَالٍ. و"goût: طَعْم/ مَذَاق.
*"الصَّنْگه"، في الحسانية: الثُّكنة(بضم الثاء) العسكرية/ مَركز الجُند. وتأتي الثكنة العسكرية بمعنى: اللِّواء(عدد من كتائب الجيش). وتطلَق الكَتِيبة على الجيش، كما تطلَق على فرقة عظيمة من الجيش تشتمل على عدد من السَّرايَا(الواحدة: سَرِية). ومن ثَمّ، فإنّ "الصَّنْگه" قد تكون مأخوذة من الفرنسية: "cent gars"، أي مائة شخص. وقد يكون للكلمة أصل عربيّ، على أساس أنّ: السُّنَيْق: البيت المجصَّص(انظر: المعجم الوسيط). فتكون: السنقة"الصَّنْگه": مجموعة من البيوت(المباني) المجصَّصة التي يستخدمها الجيش للإدارة والسَّكَن/ المَسكَن. ومن جهة أخرى، فقد أخبرني أخ موريتاني أنّ "الصَّنْگه": اسم كان يطلق على مدينة"الْمِذَّرِذْرَة" الموريتانية.
*"الْخُوبَه" (بضم الخاء): مكان مرتفع كان الفرنسيون(في فترة الاحتلال الفرنسيّ لموريتانيا) يُشيِّدون فيه مكاتبهم ومنشآتهم الإدارية. ربما من أجل مراقبة القادمين إليهم من الخارج، من جهة، ولتفادي المناطق الوَطِيئة(المنخفضة) التي تغمرها المياه في فترة نزول الأمطار، من جهة أخرى. والخَوْبة(بفتح الخاء)، في الفصحى: الأرض التي لم تُمْطَر بين أرضيْنِ ممطورتيْنِ.
*"النِّسْعَه"، في الحسانية: كلمة عربية فصيحة. النِّسعة: القطعة من النِّسْع. ج. نِسَعٌ. والنِّسْع(بكسر النون): سَيْر عريض طويل تشَدّ به الحَقائبُ أو الرِّحال أو نحوُها. ج. أَنْساع، ونُسوع، ونُسْع، ونِسَع. قال يغوث الحارثيّ:
أقول وقد شدُّوا لساني بنسعة ***** أمعشرَ تَيْمٍ أطلِقوا عن لسانيَّا.
*"التيِّشْطَارْ": القَدِيد(viande désséchée): اللحم المقطَّع طُولًا"الْمسَيَّرْ"(براء مرققة) المجفَّف في الهواء والشمس. قَدَّدَ اللحمَ: قطعه طولا وملَّحه وجففه في الهواء والشمس. مع ملاحظة أنّ "التِّيشْطَارْ" لا يملَّح في غالب الأحيان، لأن الجو الجاف (في موريتانيا) يمنعه من التعفن، خاصة في المناطق البعيدة من البحر. وبذلك فإنه لا يحتاج إلى الملح.
*"لِكْرَاطه": القُرَارَة: ما لَزِق(لصِق) بأسفل القِدْر"الصَّابْرَه" / "الْمَرْجَنْ" من مَرَق أو تابَلٍ محترق أو سَمْنٍ أو غيره.
*"الْبَدْلَه": القُرْط(boucle d'oreilles): ما يعلق في شحمة الأذن من درٍّ أو ذهب أو فضة أو نحوها. ج. أَقْرَاطٌ، وقِراطٌ، وقُروط، وقِرطة.
*"الْگِرْعَه"(الكاف فيها منقلبة عن قاف)، في الحسانية: كلمة عربية فصيحة. القُرعة: النّصِيب. ومن عادات أهل البوادي- على سبيل المثال- أن يشتروا شاة، تسمّى"الْمُشَارْيَه"(براء مرققة) ويذبحوها ويتقاسموا لحمها، بعد تقطيعه وتقسيمه على عدد مساوٍ لعدد الأشخاص المشاركين في العملية، ويُجْرُوا القُرعة(le tirage au sort) التي على أساسها يأخذ كل مشترِك نصيبَه"گرعته". ولا يزيد العدد عادة عن عشرة أفراد.
*"الجِّنْبَّه": جِلد البقر(عادة) غير المدبوغ. و"أَكْذَبْ مِنْ وِلْ الجِّنْبَه": مثَل حسانيّ يُضرَب للكذّاب، مستوحًى من حكاية شعبية تقول إنّ رجلا اسمه"الجِّنْبَّه" قال لابنه، وهما تائهيْن في الصحراء: لقد سمِعتُ"امْدَيْگَّ ادِّگْ" في السماء: أي سمعت مدقة تدق في السماء. فقال الابن: "فِتْ آنَ سَفَّيْتْ امْنْ ادْگِيگْهَ": أي سبق لي أن سَفَفْتُ مِن دقيقها (أي مسحوق القمح الناتج من عملية الدق في المهراس). "امْدَيْگه": تصغير مِدقة. "ادِّگْ": تدق(في المِهراس).
*"انْبِيبَ" أو "حَتَّانَ": وأنا كذلك. عندما يقول لك شخص إنه يوجَد في وضعية معينة أو يعاني من مشكلة مّا، تقول له: "انْبِيبَ"/ امْبِيبَ"، بمعنى أنّ وضعَه ينطبق على وضعك تمامًا. وقد يعبَّر عن ذلك ب:"ذَاكْ إِلِّ بَالَّكْ رَاشْنِي" أو: "ذَاكْ إِلِّ رَاشَّكْ بَالّْنِي". التعبير الأول: يفهم منه أنّ وضعكَ أخف من وضعه. والتعبير الثاني: يُفهَم منه العكس. ونظرا إلى تأثر الحسانية، في بعض الأحيان، باللغة الفرنسية(لغة المحتل السابق)، فقد تكون هناك علاقة بين "امْبِيبَ" والفعل الفرنسيّ(imbiber): بَلَّلَ، ونَدَّى. ويكون اسم المفعول: (imbibé)، المستخدَم صفة(مُبَلَّل)، دالًّا- مَجَازًا- على أنك أنتَ ومحدثكَ توجَدان في الوضعية نفسِها، أي أنّ بلَل المشكلة-مَجَازًا- قد أصابكما معًا. وإن أردتَ أن تبيِّن لهذا الشخص أنّ وضعكَ أسوأ من وضعه، قلتَ له: " گالِتْ الْحَجْرَه ابْتَلَّيْنَا گالِتْ الطُّوبَه مَا نْسِلُّوهْ". گالِتْ": قالت. "الْحَجْرَه": القطعة من الحَجر/ الصخر(la pierre). "ابْتَلَّيْنَا": بَلّلنا الماءُ. "الطُّوبَه": القطعة من التراب. "مَا نْسِلُّوهْ": لن ننبِسَ بكلمة/ لن ننبس ببنت شفة. بمعنى أنّ التراب يتأثر بالماء (بل يجعله الماء يذوب ويتحلل) أكثر من تأثر الحجر به.
*"كَرْسَعْ" (براء مرققة)، في الحسانية: كلمة عربية فصيحة، أي: جلس على كُرسُوعيْهِ. كُرْسُوع القدم"الْعَرْگُوبْ"(براء مرققة): مَفْصِلها من الساق. ج. كراسيع. والمُكَرْسِع: الناتئ الكُرسوع، وهو عيب في الرجل والمرأة. وعيب-عندنا في موريتانيا-في المرأة،  بصفة خاصة. يقال، في ذمها:"أُمْ لِعْرَيْگْبَاتْ". "امْكَرْسَعْ"،  في الحسانية: الحال التي يوجد عليها الشخص الجالس على كُرسُوعَي قدميْهِ. وكلام "امْكَرْسَعْ": يتَّصِف بالخشونة. وتوجد جِلسة قريبة من "التْكَرْسِيعْ" تعرَف، في الفصحى ب: القُرْفُصاء، وهي أن يجلس الشخص على أَلْيَتَيْهِ "أوْرَاكُ"(براء مرققة): s'accroupir، ويلصق فخذيْه"أَفَخَاظ" ببطنه"كَرْشُ"(براء مرققة) ويحتبي بيديْه يضعهما على ساقيْه"يِحْزِمْ بِيهُمْ صِگانُ". أو يجلس على ركبتَيْه مُنْكبًّا ويلصق بطنه بفخذيه ويتأبَّط كَفيْه"إِدِيرْهُمْ تَحْتْ بِطَانُ". وتوجد جِلْسَة أخرى، تسمّى: "التِّتْفَانْ": التَّرَبُّعُ. تَرَبَّعَ الجالس: ثَنَى قدميْهِ تحتَ فخذيْهِ مخالفًا لهما.
*"كَرْكَرْ" (براء مرققة): قَرْقَرَ في ضَحِكِه: استغرب فيه ورجَّع. والقَرْقرَة"التْكَرْكِيرْ": الضحِك العالي. و"كَرْكَرَ" (براء مفخمة): قَرَعَ/ دَقَّ. قرع الباب، على سبيل المثال"كَرْ الْبَابْ" أو "كَرْ عَلَى البَابْ"
*"خَلَّصْ": اقتَصَّ. "خَلَّصْ" من فلان: اقتص منه(se venger de qn.): أخذ القِصاص. والقِصاص: أن يوقَعَ على الجاني مثل ما جنَى: النفْس بالنفْس، والجرح بالجرح... ويقال: فلان "خَلَّصْ" الدين: قَضَى الديْنَ/ أدَّى الدين(rembourser la dette). و"اتْخَالْصُ": تَقَاصُّوا. تَقَاصَّ القومُ: قَاصَّ كل واحد منهم صاحبَه في حِسابٍ أو غيرِه. وقَاصَّه مُقاصَّة: كان له دين مثل ما على صاحبه، فجعَلَ الديْنَ في مقابلة الديْن. ويقال، في الحسانية: "النَّاسْ تِتْخَالِصْ فِي اعْقُولْهَا": إنْ أكرمَ أحدهم صاحبَه في مناسبة معينة، أكرمه الآخر في مناسبة أخرى. وكأنه أدّى إليه الدين الذي كان عليه، بطريقة غير مباشرة.
*"الْگصْعَه": القصعة(gamelle, jatte): وِعاء يؤكل فيه ويُثْرَد(يُقدَّم/ أو يحضَّر فيه الثَّرِيد)، وكان يُتّخذُ من الخشب غالبا. ج. قِصاع، وقِصَع، وقَصَعات. وقد تغطى القصعة، ونحوها من الأوعية والأواني، بغطاء يُصنَع من سعف النخل ونحوه يسمّى: "اللَّافّيَّهْ"
*"نَگّزْ" من مكان مرتفع: هَبَطَ "گظْ". و"نَگزْ" الراكب عن ظهر دابته: تَرَجَّلَ(نزل إلى الأرض). و"نَگزْ" من مكان عمله(المكتب أو المصنع، إلخ): أنهى فترة المداومة وعاد إلى المنزل، والعكس"اطْلَعْ" للعمل: أي ذهب إلى مكان العمل. و"نَگزْ" من وظيفته: عُزِلَ من وظيفته ، أو استقال (لم يعد يشغلها).
*"بَتَّلْ"(تنطق التاء بين التاء والشين): تَسَمَّرَ في مكانه/ لم يتحرك/ عجز عن الحركة"اگْعَدْ احْمَارُ فِي الْعَگْبَه".
*"أَخْلَاگُ وَاسْعَه": صَبُور(لا يغضب بسهولة). والعكس: " أخْلَاگُ ظِيْگ": سريع الغضب. يقال: "وَسِّعْ أَخْلَاگكْ": أصْبِرْ.
*"الژِّفْطْ"(بزاي مفخمة) أو "الژْفَيْطْ"(بالتصغير): الكذب(mensonge). ويقال: فلان "اژْفَيْفِيطْ": كُذَبَةٌ/ كَذَّاب.
"ازْفِتْ"، في الحسانية، كلمة فصيحة.زَفَتَ(remplir) الإناءَ وغيرَه يَزْفُته زَفْتًا: ملأه.
*"الشَّلْشَلْ": لَشْلَشَ(حدث تبادل بين الشين واللام). شَلْشَلَ فلان: أكثر التردد عند الفزع. واللَّشْلَش: الرجل الخفيف. وفلان جَبان لَشْلاش: مضطرب. يقال، في الحسانية: فلان بطل ما "يِشَّلْشَلْ"/ ما "يِكْحِزْ" أمام العدو. يقول حَمَّ ولد الطالب ويْسْ، رحمه الله، وهو يخاطب سد مگْطَع لحجار بعد تهاطل أمطار غزيرة وصمود السد أمام السيول الجارفة:
"اغْلِيگْ الْمَگْطَعْ مَذْكُورْ* رَاهُوَ گاسْ الشَّوْرْ* مَاهْ أُوَّلَّ مَكْسُورْ* وارْجَعْ يِظَّاوَ تَلْ* فِيهْ الْعُيُونْ اتْحُورْ* امْگافِ وامْسَوْحَلْ* فِيهْ السّقَّارْ ادُّورْ* اشْمَ ذَاكْ إِشَعَّلْ* فَتِي كَمْيَ مَحْرُورْ* احْزَامُ مَا يِنْحَلْ* وِجْهُ نَضِيرْ إِنُورْ* بَطَلْ مَا يِشَّلْشَلْ* مَاهُ مَحْگُورْ افْطَوْرْ* مِسَّلْسَلْ في الْجَمَلْ". "الجمل": يقصد قبيلة إدگِجْمَلَّ.

السبت، 8 مارس 2014

الزَّجْر عن التّجَسُّس وُسوءِ الظنِّ:



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ".
(أخرجه: البخاريّ، ومسلم، وأبو داود، والترمذيّ، ومالك في الموطإ).

وقال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإنه من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه، ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه، ولقد أحسن الذي يقول:

إذاأنت عبت الناس عابوا وأكثروا*عليك وأبدَوا منك ما كان يُستَرُ
وقد قال في بعض الأقاويل قائل*له منطق فيه كلام مُحَبَّرُ(مُزَيَّن)
إذا ما ذكرت الناس فاتْرُكْ عيوبهم*فلاعيب إلا دون ما منك يُذكَرُ
فإن عبت قومًا بالذي ليس فيهم* فذلك عند الله والناس أكبرُ
وإن عبت قومًا بالذي فيك مثلُه*فكيف يَعيب العُورَ من هو أعورُ؟
وكيف يعيب الناس من عَيْبُ نفسه* أشدُّ إذا عدَّ العيوب وأنكرُ؟
متى تلتمس للناس عيبًا تجد لهم* عيوبًا، ولكنَّ الذي فيك أكثرُ
فسالمهمُ بالكفِّ عنهم، فإنهم* بعيبك من عينيك أهدى وأبصرُ.

(المرجع: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/للإمام الحافظ أبي حاتم محمّد بن حبّان البُسْتيّ.تحقيق، الشيخ خليل مأمون).

الجمعة، 7 مارس 2014

من الأمثال العربية:



عرَّفَ إبراهيم النظام المَثَلَ بقوله: يجتمع في المَثَل أربعةٌ لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجازُاللفظ، وإصابَةُ المَعْنَى، وحُسْنُ التشْبِيه، وجَوْدَةُ الكِنايَة، فهو نِهايَةُ البَلاغَة. ومن الأمثال العربية:
1-مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ: مَثَلٌ من أمثال العرب في الخلف بالوعد.

وعُرْقُوب: اسم رَجُل من العمالقة، قيل هو عُرْقُوب بن معبد، كان أكْذَبَ أهلِ زمانه. فمواعيد عرقوب عَلَم لكلّ ما لا يصحّ من المواعيد.
2-إنّ الشَّفِيقَ بِسُوءِ الظَّنِّ مُولَعٌ. يُضْرَبُ لِلْمَعْنِيِّ بِشَأنِ صَاحِبِه؛ لأنّه لا يكادُ يَظُنُّ بِهِ غَيْرَ وُقُوع الحَوَادِثِ، كَنَحْوِ ظُنُونِ الوالِداتِ بالأوْلادِ.
3-إنّ السَّلَامَةََ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيهَا.
قِيلَ: إنّ المَثَلَ في أمْر اللُّقََطَةِ تُوجَدُ، وقِيلَ: إنّه في ذَمِّ الدنيا والحَثِّ على تركها، وهذا في قوْل أحَدِهِم:
وَالنَّفْسُ تَكْلَفُ بالدنيا وقد عَلِمَتْ* أنَّ السَّلَامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيهَا.
(المرجع، بتصرّف: مجمع الأمثال للميداني، قَدَّمَ له وعلَّقَ عليه/ نعيم حسين زرزور).

الاثنين، 3 مارس 2014

اللغة العربية بين جَمال المَبْنَى و دقّة المَعْنَى:


من ذلك:
-شَرَقَت الشّمْسُ تَشْرُق شُروقًا: طَلَعَت.
-أشْرَقَت الشمسُ تُشْرِق إشْرَاقًا: أضَاءَت. يُفهَم من ذلك أنّ شُروق الشمس (طُلوعَها) يَسْبِق إشراقَها(نَشْر أشِعَّتها لِتُضيءَ الكَوْنَ).
-الغَوَاثُ: صَوْتُ الصّائح: وَاغَوْثَاهُ(طَلَبًا للغَوْثِ/الاستِغاثَة). وقِيلَ لم يأت في الأصوات شيْءٌ بالفتح غيره، وإنما يأتي بالضم كا البُكاء، أوبالكسر كالصِّياح والنِّداء.
-قَدْ فَعَلْتُ "قد" مع الماضي: تُفيد التحقيق.
-قَد أفْعَلُ:"قد" مع المضارع: تُفيد الاحتمال والتشكيك، إلّا إذا وردت في القرآن الكريم في نحو: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ"143/البقرة، فإنّ المعنى يفيد التوكيد لأنّ الفاعل في المضارع هنا هو الله تبارك وتعالى، ولامجال للتشكيك في فعله، فهو القادرعلى كل شيء.
-بَعَثَ شَخْصًا إلى شَخْص آخَر(المبعوث عاقل).
-بَعَثَ بِرسالة إلى فلان(المبعوث غيرعاقل/رسالة). الأفصح أن تزاد الباء مع ما لا يعقل.

السبت، 1 مارس 2014

تأمُّلات في جمال اللغة العربية و تنوع مفرداتها و دِقَّة معانيها(كلمة "النخوة" نَمُوذَجًا):


يَنصحُ الخُبراء المتخصِّصون في مجال وضْع المصطلَحات و صِناعة المُعْجَمات(المَعاجم)، بِمُراعاة ما يُسمّونه"الحقل المَفْهُومي/ أو الحَقْل الدّلاليّ"، عندما يتعلق الأمرُ بمعْجَم في حَقْل(مَجَال) مَعْرِفيّ مُعَيَّن. ويُلاحَظ أنّ مُعْجَمات الألفاظ، لا تراعي دائماهذا الجانِب، وبصفة خاصّة المُعْجَمات التي تُرَتَّب ألفاظُها ترتيبا أَلِفْبائيا، ممّا يُؤدّي إلى تَشَتُّت "الأسْرة اللغوية".
وتحافظ المعجمات العامّة التي تُرَتَّب ألفاظُها حسب الجِذْر، على تماسك"الأسرة اللغوية"، بإيراد معظم الألفاظ المتداولة المشتقة من جِذْرالكلمة الواردة في مدْخَل المادّة المُعجَمية.
و يُوجَد نوعٌ آخَرمن المعجمات، يُسمَّى"معجمات المعاني"، قد يساعد على اختياراللفظة الدقيقة للتعبيرعن المعنى المراد، دون أن يكون هناك -بالضرورة- ارتباط جِذريّ بين الكلمات. من هذه المعجمات: فقه اللغة لأبي منصورالثعالبيّ، والمخصّص لابن سِيدَه، إلخ.
و بخصوص أهمية مراعاة "الحقل المَفهومي"،في فهم معاني الكلمة و دلالاتها المختلِفة، سأنطلِق مع القرّاء الكرام من كلمة "النَّخْوَة"- على سبيل المثال- وسنبحث عن الكلمات التي تَدُورفي"فَلَكِ" هذا"الحَقْل"، و سنكتشِف معًا أنّنا أمامَ عدد كبير من الألفاظ(الكلمات) المتقاربة المعنى، على الرُّغْم من أنّنا لورجعنا إلى معجمات الألفاظ ، لَوجدنا هذه الكلمات أوالألفاظ مُشَتَّتَةً في مُدْخَلات(مداخل/أو دخلات) مختلِفة.
و لَعَلَّ الإخوة الذين يُمارِسون -مِثْلِي-هِواية حَلِّ الألغاز و "الكلمات المتقاطعة"، يُدرِكون جيّدا ما نحن بصدد تِبْيانه.
النَّخْوة(بفتح النون)، من معانيها:الحَماسَة و المُرُوءة. و المروءة، من معانيها:كَمال الرُّجُولة. والرجولة، من معانيها: كمال الصفات المميِّزة للرجُل. ومن معاني"النخوة": الأرْيَحِيّة. وهذه تعني: الارتياح للنَّدَى والنّشاط إلى المعروف. ومن معاني"النَّدَى": الجُود والفَضْل والسَّخاء والخَيْر. ومن معاني الخير: البِرّ و النَّفْع. ومن معاني الفضل: الإحسان. ومن معاني النفْع: كلّ ما يُنتَفَع به. ومن معاني "النخوة كذلك: الشهامة، والأنفة، والإباء، وعزة النفْس، إلخ. والقائمة طويلة. يستنتج ممّا سبق أنّ كلمة"النَّخوة" يصعب، بل يستحيل أن نترجمها إلى لغة أجنبية.
و بهذا المثال الذي هوغيْض من فيْض(قليل من كثير)، نكون قد سَلَّطْنا الضوءَ على جانِب يَسِير ممّا حَبَا الله بِه اللسان العربيّ من جَمال و ثَراء و دِقَّة. "لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ"103/النحل. صدق الله العظيم.

دليل المترجم (2386):

  25321- مَزَلَّةٌ (خَطَأٌ، غَلْطَةٌ؛ خَطَأٌ كَبِيرٌ): une erreur, une faute, une bévue . 25322- مَزْلَجٌ (زَلَّاجَةٌ؛ مَرْكَبَةُ الجَلِ...